16‏/07‏/2019

مثرودة الطائي




موضوع بقلم الأخ والصديق المرحوم زاحم جهاد مطر كتبه ونشره بتاريخ 27/03/2013



27/03/2013
الاهداء : الى صالح الطائي
دعانا صاحب الذمة والعهود، المعروف بالكرم والجود، من أيام الآباء والجدود، ابن طي الجَلود، معيداً طبعه المعهود، وهو الجواد في القيام والقعود، والناسك في الركوع والسجود، والرفيق في الترحال والربود، والمُعتمد في النزول والصعود، والأمين على الأمانة والعقود، والثابت في الهبوط والسمود، المبسمل في النهوض والقعود، والمحمدل في المحدود والرخود، والمكنى باللطيف والودود ، وبعد ان هيأ كل عطرود، أقام وليمة بشكل غير معهود، وكان وكنا في اليوم الموعود، واستقبلنا في بيته المقصود، ببسمة كبسمة الرياحين والورود، وجاءت الحشود تلو الحشود، والوفود تلو الوفود، من عرب وهنود، وعجم وسنود، ومن كهول وسخود، ومن جماعات وخرود، وتسامر الحاضرون في البيت الصغير المحدود، الواسع كقلب صاحبه المحمود ، واُوتي بالطعام المعهود وغير المعهود ، وقد هُيأَ من كل لون غير معدود ، وكم غير محدود ، وتوزعت قصع التشريب والرز والمثرود ، وأقداح الشراب من صغير ورفود ، بشكل جميل ومنضود ، ومن الناطوح والسابوح والدجاج المقليُ والمقدود ، في القدود والسفود ، ورأيت صاحبي المشدوه المشدود ، يهجم على الطعام كالفهود ، ويأكل أكل الأسود ، وكانه جاء من مكان مجرود ، ولم يأكل منذ عقود وعقود ، وتعجبت من بطنه الذي يستوعب هذا الكم من المردود ، حتى ظننت انه جالس على بئر أو اخدود ، وان الطعام ينحدر من فمه الى انبوب تحت الارض ممدود ، صحن إثر صحن من الطعام كالمجرود ، ثم يطالب بصحن مجدود ، يلتهم التفاح بقضمتين وهو في حالة اللحود ، والعنب يلتهمه عنقوداً بعد عنقود ، وعندما اراد النهوض التوى كالمعصود ، وهدَّ كالحائط المهدود ، وسقط على السفرة بالمقلوب محدثاً صوتاً كالرعود ، فارتعد الحاضرون والشهود ، واذا بوجهه مصفر من الجبهة حتى الخدود ، فطلب المعالجة بالانسولين او باللّدود ، وقال : سكري ارتفع وضغطي في صعود ، ولان تفكيره كان بالمحدود ، اراد الايهام بالحيل والكيود ، بانه أصيب بالبرود ، على كل حال وعلى البدء : العود ، اقول بحق الواحد المعبود ، فقد كنت كغيري أكثر من سعيد ومجدود ، ونحن في بيت صاحب الكرم والرفود ، فقد كان حافداً حاشداً في الجهود ، والناكر لهذا أكثر من الجحود ، ومن اللئيم المردود ، ولكن وكما تعلم فنحن في زمن غير معهود ، الذي يخلط بين البيض والسود ، والاسود والقرود ، ولا يفرق خالدة عن خلود ، ولا عبدة عن عبود ، وانشغال الفكر تجاوز كل حدود ، لذلك فان القلب في هم وكنود ، والعقل في شرود أو ركود ، لم أتبلدح ولكني نسيت عهودي ، وتأخرت عن انجاز وعودي ، بالكتابة عن المثرود ، جعل الله رزقك بالممدود ، وابعدك عن ثمود، واسمع للعندليب المنكود:
بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها .. سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها انغام وورود
لكن سماءك ممطرة
وطريقك ... مسدود
مسدود ...
مسدود ...