18‏/08‏/2019

الطائفية جهل مركب








جاء في الآية رقم 121 من سورة الأنعام قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} وقد اتخذ البعض هذه الآية حجة ليُكَفِر الشيعة، إذ تتشدد بعض فرق المسلمين في عدائها للتشيع إلى درجة أنهم يحرمون أكل ذبيحة الشيعي بحجة أن اسم الله لم يذكر عليها، وهذا ينبيك أن العصبية والطائفية هي التي تحركهم لا الدين والعلم، وألا لكانوا قد استنوا بحديث أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) أن ناسا قالوا: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إن قوما حديثي عهد بجاهلية يأتونا بلحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال: "سموا أنتم وكلوا".
والغريب أن تعارض العلماء فيما بينهم يبدو أحيانا في منتهى الإزعاج، إذ بالرغم من حديث عائشة ومثله عن ابن عباس، نقل ابن جريج، عن عطاء في تفسيره لقوله تعالى: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) قال: ينهى عن ذبائح كانت تذبحها قريش عن الأوثان، وينهى عن ذبائح المجوس" ولو فرضنا جدلا أن ذبيحة الجاهليين لا يجوز أكلها، فإن المجوس أصحاب دين سماوي اتفق العلماء على ذلك، فلماذا لا تحل ذبيحتهم؟ وفي كلي الحالتين؛ لماذا لا تحل تبعا لحديث "سموا أنتم وكلوا"؟
والغريب أنه حتى مع هذا التشدد المزعج تجد هناك في المذاهب الإسلامية آراء مختلفة بشأن التسمية على الذبيحة، لم يشترط بعضها التسمية ومن ذلك:
•       قال المالكية: لا تحل الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها، ولو كان الذابح مسلما، سواء كان الترك عمدا أم سهوا.
•       قال الشافعية: أنه لا يشترط التسمية ، بل هي مستحبة ، فإن تركت عمدا أو نسيانا لم تضر.
•       وقال الحنابلة: إن ترك البسملة على الذبيحة نسيانا لم يضر، وإن تركها عمدا لم تحل.

•       وقال أتباع أبي حنيفة مثل قول الحنابلة.