07‏/03‏/2020

قصيدة وطن...نداء الوطن/ الناقدة الأستاذة سامية بحري/ تونس






قصيدة وطن...نداء الوطن/ الأستاذة سامية بحري/ تونس

لبيك يا وطني لبيك
لبيك لا شريك لك في دمي لبيك
لبيك والقلب أضعه بين يديك
لبيك والروح فداء لعينيك
هكذا يهتف العاشق وقد تسربل بالوطن وتدثر بتربه وارتوى من مائه واستنشق عبير الأرض حتى ثمل
وعشق الأوطان عبادة ..
ولها طقوسها ..وبلا ميقات..فهي ممتدة في الزمن ..وفي كل حين
وليس من يحمل بندقية في وجه وطنه كمن يحمل قلما ..
فالأول خوار..جبان ..خائن..عميل..
والثاني عاشق..مريد..مقدام..متجذر في الماء والتراب ..
وليس أروع من أن نعشق التراب
وقد خلقنا منه وإليه نعود.. 
وعندما نهيم تولد قصيدة وطن
ذات وجع ..من فرط قهر طال الأرواح والأبدان هب الجميع إلى ساحات الميدان شبابا وشيوخا
نساء ورجالا وحتى أطفالا. .
صاح الجميع بصوت واحد دوى في السماء كالرعد ..
نريد وطنا...نريد رغيفا طيبا. .نريد وجه الأرض خصبا..وعيون الأم واحة غناء..
نريد وطنا..بحجم أحلامنا. .
تحلق في سمائه النوارس وتشرب من فراته العصافير ..
وتشرق شمسه ..ثم تقسم أن لا تغيب ...
لكن الأوغاد كانوا بالمرصاد ..
سرقوا التراب والأحلام. .
اختلسوا حتى الحروف من المعاجم ليصعدوا المنابر ..صناع الفتن  ...يقولون ما لا يفعلون ..يتوعدون ولا يعدون...أطلقوا النار والرصاص على أرواح بيضاء ..
زادها السلام والخير والحلم الجميل. ..
تلك هي السياسة القذرة..!!
تبطش..تقتل ..تسحل..تقطع الرؤوس والألسن..
تتبنى قانون الغاب لتضمن البقاء ..والبقاء للاقوى. .والأشد نذالة..والأشد فتكا..والأكثر اتقانا للفساد والسرقة وشحن الأكياس ذهبا وياقوتا من قوت الكادحين والمشردين..
الوطن عندهم مغارة علي بابا ..وحدهم من يمتلك كلمة السر لدخولها والنيل منها...
متى شاؤوا..وكيفما شاؤوا..
هو الظلم ظلمات...هو البطش ظلمات..هو الاستبداد ..والفساد ..والذئاب تنهشها الذئاب..
والشعراء ....؟؟
في واد يهيمون..يتبعهم الغاوون. . يقولون ما لا يفعلون ..يبيعون الوهم للحالمين...يمدحون ..يتغزلون. .
يفتخرون. .يندبون ويولولون...يكذبون ..عملا بالقولة "إن أعذب الشعر أكذبه"؟؟؟؟
أيها الشعراء!!
يا أرواح هذه الحياة ..
آن للشعر أن يغير مجراه..
آن للشعر أن يكون رصاصا في قلوب الأوغاد. ..
آن للشعر أن ينزل إلى الميادين
ويكسر تلك الجدران الخاوية التي يعشش داخلها. .
وآن للشعر أن يتخلص من المرتزقة والمتسلقين..والانتهازيين ..
آن للشعر أن يقتلع الأعشاب الطفيلية...!!
أيها الشعراء. .!!
يا أصوات الأنبياء
الشعر ليس بهذيان. .الشعر ليس وليس وليس ....!!
ولاسيما الشعر العربي. ..
وقد عرف العرب بالفن القولي وخاصة الشعر ..فهو ديوانهم..
ومنبع وجودهم وفلسفتهم..وجذورهم..
إذ كيف يكون شاعرا من لم يعرف يوما تراثه الزاخر ..الثري..المنجم الخصيب ؟؟
كيف يكون شاعرا ولم يقرأ يوما فطاحل الشعر الجاهلي ..؟
كيف يكون شاعرا من لم يعرف عنترة ولم يلتق الشنفرى..ولم يحاور الأعشى..والنابغة. .  ولم يتعلم الحكمة على وقع نظم زهير بن أبي سلمى ..ولم يشهد خصومة الفرزدق وجرير. .  ولم يثمل على وقع النواسي ..ويتزهد في أنفاس أبي العتاهية....؟؟؟
ولم يحلق مع صهيل القوافي من أبي تمام إلى المتنبي ...؟؟
كيف وكيف وكيف...؟؟
والقائمة تطول. ....!!
من لم يراود كل هؤلاء ..عليه أن يخجل ..وأن يلملم حروفه اليتيمة. .بلا ذاكرة. .ويتوارى بعيدا ..بعيدا عن الشعر ...!!
وهذا موضوع كبير ..وكبير..وسيطرح يوما للنقاش نظرا لما تشهده الساحة الثقافية العربية من ترهل وفضائح يندى لها الجبين ..في الملتقيات الشعرية المشبوهة وفي هذا الفضاء الافتراضي المفتوح ..والذي اختلط فيه الحابل بالنابل. .
وسقط الأغلبية في مستنقع "السياسة " بطرق مختلفة ..
والسياسة وجوه مختلفة ...!!       
        إذن قصيدة وطن! !
ارتأت النظم مسارا ..والقريض منهجا ..وللقريض قوانينه وضوابطه وعلومه التي أقرها النقد الأدبي العربي القديم ..
كما ارتأت الوطن موضوعا ..
والوطن ليس كلاما ..ولا كلمات..ولا تنظيرا ولا أشواقا..
الوطن قضايا ..خفايا..دهاليز..مؤامرات..
نهب ..فساد..استبداد..ظلم..ظلمات
وهو كذلك ثروات ..ماء..هواء..تراب..ذهب ..
قصور..خدم..سائس. . جوار..دف..طبل..سلاف دن..قرقفة. .معتقة. . ورقصات. .
   وهو كذلك ..
أكواخ. . عراة ..جوعى. .  حفاة. ....!!
إذن قصيدة وطن
بين رمزين كبيرين :
القريض وما ادراك ما القريض! !
فكل شاعر له ما يميزه ولا أحد سيشبه الآخر. .
بل بالعكس نحن سندين التماهي والتشابه..لأنه في تقديرنا يجب المحافظة على الخصوصية
فهي قصيدة شعراء ..وهذا يجب أن يتجلى لنا كنقاد خاصة ..
والوطن وما ادراك ما الوطن !!
ولاسيما أن يكون العراق هو الداعي .. حتما ستأتيه الجحافل من كل صوب وحدب
لأن العراق ليس تلك الجغرافيا المحدودة ..بل هو الهوية ..الجذور ..الانتماء..شريان الامة النابض..الحضارة العظيمة
التنوع..المعرفة والعلوم ..
كل عربي هو عراقي بالفطرة ..
إذ العراق مكون من مكونات الدم العربي
فإذا كان دم الإنسان يتكون اساسا من الكريات الحمراء والكريات البيضاء والبلازما و الصفائح الدموية. .
فإن الدم العربي يتكون من كل هذه المكونات أضف إليها حب العراق ..
قصيدة وطن
بين أسدين من العراق تدفقا
أسد العقل العربي الفيلسوف المفكر التنويري الكاتب الكبير صالح الطائي الطائي صاحب الفكرة وراعي المشروع برمته وهو يقف عليه سادنا أمينا ويتابع تطوراته لحظة بلحظة بكل شغف وبكل موضوعية
وأسد القريض وما ادراك ما أسد القريض الشاعر المختلف ضياء تريكو صكر
المشرف على المشروع ويراجعه مراجعة شاملة ودقيقة على جميع المستويات. .
يقف سادنا أمينا على هذا المشروع الثقافي الكبير بكل موضوعية وعلمية بعيدا عن كل محسوبية أو براغماتية
وهو يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة وجسيمة..
لو أنيطت بعهدة المتنبي وهو من هو في القريض واللغة لاعتذر
وخير أن يكتب ألف قصيدة تخصه على أن يلملم هذا الشتات
وهنا يجب أن نتوقف لنقدم بطاقة شكر لهذا الرجل الذي كلف نفسه مهمة تجميع ما تناثر وما تلاشى بفعل المعتقدات والطائفية والسياسة إضافة إلى ما في القلوب من مرض وشجن ووجع..
باسمي وباسم كل مثقف يحمل الرسالة..بكل أمانة أتقدم بالشكر الجزيل إلى رائد المشروع أستاذنا الجليل  صالح الطائي الطائي
والمشرف على المشروع والسادن الأمين الشاعر الكبير ضياء تريكو صكر  Dhia Seger
تحياتي وتقديري
الناقدة والأستاذة الباحثة سامية البحري
من وحي القصيدة
هذا العراق والمجد حلته
موج الأسنة حوله يفور
تقاتل الأوغاد حين ضغينة
كتائبهم تجفل وهو جسور
تعوي الثكالى حين فاجعة
والدمع في أحداقهن يثور
حسب العراقي إذا صدح
كل الكواكب حوله تدور
_______ملاحظة :
أحب القريض،وبي وله،ودرست كل خفاياه،و اعرفه جيدا كعلم له قوانينه وضوابطه وعلومه. .وأجيد السباحة في بحوره نقدا ...لكن ممارسة لم أجرؤ...هي محاولة كانت فجأة من وحي القصيدة ..ربما أصابتني "عدوى القريض"
نظرا للتعامل معه باستمرار ...
(أخشى جدا من موقف فارس القريض. ...!!
عذرا فارس القريض. .إن لم نصب ...!!!)
تقديري الكبير للجميع
وشكرا