04‏/06‏/2020

الوطن والهجرة واللصوص وسعدي الحلي والقناص !








مقال نشرته في 12 أيلول 2015 وقد عنَّ علي اليوم فقررت إعادة نشره لا لشيء لأني على يقين أن لا شيء سيحدث فلا جديد تحت شمس العراق سوى السر العظيم!

لو ان الوطن كما يعرفه البعض انه قطعة ارض وطبوغرافيا وحدود ومعالم، والمواطنة لغة وتاريخ ولغة ودين وعادات وعيش مشترك , وشاء قدري ان أولد فيه وادفع ضريبة هذه الولادة - حسب التوصيف المذكور - حروبا متواصلة وعنجهية حكام ولصوصية سياسيين وسيطرة مكونات خارج سلطة القانون وفقدان امن وحرائق ارهاب ومفخخات وحرمان من كل الفرص المشروعة مثل المساواة بين الجميع في الحصول على التعليم والسكن والعلاج وفرصة التعيين وغياب قانون ينظم الحياة ويكون محترما من الجميع، لما طاب لي أن أعشقه، فالوطن هو الحب قبل كل شيء، والوطن هو الشعور بالاحترام والأمان.
ترى ماذا قدم لي تاريخ الوطن المشترك وارضه ومعالمه؟ وهل تكفي كلمة (مواطن) لتشفع لي بحق المواطنة؟ ونحن أعلم من غيرنا أن في الزمن الصعب  لا  يُعّرف الوطن بمثل هذا التعريف البالي، ولا الاعتزاز الزائف والفارغ او الرومانسية الخادعة والتي يعزف على وترها الساسة والمنتفعون من شرائح اخرى؛ هي نفسها مثلما كانت.
الوطن حسب التوصيف العملي هو مجموعة علاقات ومصالح متشابكة ووجود محترم للجميع وخيرات لا يستأثر بها طرف على حساب اخر، وشعار الوطن للجميع يجب ان يطبق فعليا لا أن يتخذ شعارا للاستلاب والضحك على الذقون .
وفي العراق اليوم تجد السارق والمسروق يعون الحقيقة، حيث يعلم السارق علم اليقين ان لا قوة في الارض قادرة على محاسبته او استرداد ما قام بسرقته وما نوى على سرقته في المستقبل، والمواطن المسروق يعرف سارقه تمام المعرفة ويعرف بشكل مؤكد ان لا هو ولا القانون قادران على اقامة الحد او الحكم على السارق ومعاقبته واسترداد السرقة منه بسبب التركيبة التي بني عليها الوطن وقانونه الذي هو سوط بيد السارق.
انا وغيري نعلم ان هناك خيرات وهناك سارق ومسروق ولا وجود لشيء اسمه (وطن) ومن يعتقد بغير ذلك، فهو واهم يعمه في ظلال بعيد. اما الذين يتباكون على شيء اسمه وطن، ويطلبون من القادرين على الهجرة عدم ترك العراق فعليهم اولا تشخيص السارق وايقاف استمراره بالسرقة وماعدا ذلك هراء او شراكة اكيدة مع السراق ورحم الله سعدي الحلي يوم غنى ابان الحرب العراقية الايرانية :
( شللك بالوطن وبدوخة الراس
دنك ياحلو ليلوحك القناص ) .