23‏/04‏/2016

عجيب أمر المسلمين





تتداول مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيلمية عن قيام البوذيين في (ميانمار) بحرق المسلمين وهم أحياء، يطالب أصحابها بنشرها لكي يعرف العالم همجية تلك الجرائم، والمأساة التي يعيشها المسلمون على يد البوذيين في هذا البلد. وبالرغم من جرأتي، لم تطاوعني نفسي لأكمل مشاهدة شريط منها، لشدة بشاعتها وقسوتها ووحشيتها وحيوانيتها.
وبقدر ما هالني رؤية هذا التوحش والانحطاط الكبير، هالني أمران آخران، الأول: سكوت الدول العظمى والعالم الغربي ودول أوربا عن هذه المجازر، والثاني: موقف الشعوب الإسلامية المخزي، وسكوت الدول العربية الغنية عن نصرة إخوتهم المسلمين والدفاع عنهم، في الوقت الذي تصرف فيه مليارات الدولارات للتآمر على شعوب إسلامية أخرى تختلف معها عقديا، أو لنصرة مذهب على مذهب، فضلا عن المليارات التي يصرفونها على متعهم وسفراتهم وسياراتهم ورحلاتهم وشذوذهم.
عجيب أمركم أيها المسلمون... وأعجب منه أمركم أيها العرب، تتكلمون باسم الإسلام ولا تعرفون منه شيئا، وتتفاخرون بالعروبة ولا تعرفون قيمها، وتنتسبون إلى الإنسانية وأنتم إلى الحيوانية أقرب!.
وعجيب أمركم يا من تنشرون هذه المقاطع التي تقطع القلب:
ـ ألم تنطلق عاصفة الحزم بقيادة (خادم) (الحرمين) (الشريفين) لإنقاذ هؤلاء المسلمين من محنتهم، أم أنا غلطان؟
ـ طيب أكثر من عام من القصف الجوي والبري المكثف على الشعب اليماني بأحدث أنواع الأسلحة والأعتدة بما فيها المحرمة دوليا، أليست كافية برأيكم للرد على هؤلاء البوذيين الوحوش، أم أنا غلطان؟
ـ ما يحدث في سوريا من مجازر وشق صدور وأكل قلوب وسبي نساء وتدمير شعب وتهديم بلد ومسخ حضارة، ألا يكفي ليكون ردا على تطاول هؤلاء المجرمين، أم أنا غلطان؟
ـ المجازر الوحشية القذرة التي ترتكبها داعش الإرهابية في العراق، ألا تأتي انتقاما لهؤلاء المسلمين، أم أنا غلطان؟
ـ المساعدات التي تقدمها الدول العربية والإسلامية لداعش والقاعدة وجبهة النصرة وبوكو حرام وشباب الصومال، ألا تأتي لدعم المسلمين في ميانمار في محنتهم، أن أنا غلطان؟
ـ الطيار الأردني الكساسبة الذي أحرقته داعش باسم (الإسلام) و(سنة نبيه) و(صحابته) في الوقت الذي يرسل فيه الأردن الإرهابيين ليفجروا أنفسهم في العراق وسوريا، ألا يكفي ردا على حرق هؤلاء المسلمين أم أنا غلطان؟.
ـ الشعب الفلسطيني الذي يذبح يوميا على أيدي المجرمين الصهاينة، وفي نفس الوقت يلتحق الانتحاريون الفلسطينيون مع داعش ليفجروا أنفسهم بين الأبرياء في العراق وسوريا، ألا يعني أن العرب يقاتلون من أجل هؤلاء المسلمين المخذولين أم أنا غلطان؟
ـ الجوع والفقر والفساد وبيع الأجساد نتيجة الفاقة، وكل الموبقات التي ترتكب في وطننا العربي وعالمنا الإسلامي في وقت يرتع حكامنا في منتجعات أوربا، تدلك الحسناوات أجسادهم، ويسقون ما لذ وطاب من الخمور، ويرتكبون كافة أنواع الفجور، ويصرفون مليارات الدولارات، ألا يأتي ردا على حرق المسلمين وهم أحياء في ميانمار أم أنا غلطان؟
أفيدونا يرحمكم الله، هل بنيت أمتنا على خطأ؟ أم أن نشأتنا المبنية على الخطأ سوغت لنا ارتكاب كل الأخطاء دون حياء؟

وما المسافة بيننا وبين الإسلام الحقيقي، الإسلام الذي إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟