جلب انتباهي عند قراءتي للكتاب الموسوم (رسوم دولة الخلافة) لأبي الحسن
هلال بن المحسن الصابي(359ـ448هـ) تحقيق ميخائل عواد أن الصابي كان حينما يذكر أسماء
بعض خلفاء بني العباس يتبع أسماءهم بكلمة (صلوات الله عليه)، مثل قوله:
"المقتدر بالله صلوات الله عليه (ص7)
ولقد ورد رسول لصاحب الروم في أيام المقتدر صلوات الله عليه (ص11)
فأنكر أمير المؤمنين القادر صلوات الله عليه (ص122)
وشاهدت كتابا بخط المأمون صلوات الله عليه (ص)124
وكنى المأمون صلوات الله عليه أبا العباس الفضل بن سهل ولقبه ذا الرئاستين (ص130)
لكنه امتنع عن ذكرها حينما ذكر اسم المكتفي بالله في نفس الصفحة، وحينما
ذكر المعتصم بالله والمعتمد على الله
والقاهر بالله والمتقي لله والمستكفي بالله والمطيع لله في الصفحة التالية، حيث
اكتفى بذكر الاسم دون إضافة، وأضاف لبعضهم وليس كلهم كلمة رحمت الله عليه.
فإن كان ذكره لها باعتبار أن بني العباس من آل البيت كان المفروض به أن
يطلقها عليهم جميعا لا أن يختار منهم على هواه، وإن كان أطلقها بسبب حبه لمن ذكرها
لهم، فذلك عدم حياد لا يليق بالمؤرخ أن يوصف به.
النقطة الأهم أني لم أجد من اعترض عليه لا بين القدماء ولا بين المعاصرين، بالرغم من أن كتابه مطبوع وموجود في المكتبات منذ عام 1986، بينما وجدت مئات المعترضين وبشدة مقرونة بالتطاول والكلمات النابية وحتى التكفير على من يضيف بعد اسم الخليفة علي بن أبي طالب حينما يذكره جملة عليه السلام أو كرم الله وجهه، وهما جملتان كان علي يستحقهما بجدارة.
وأنا هنا لا أعيب على الصابي فعلته لأنه ترجم حبه لهم بكلمات، ولكني أعيب
على هؤلاء الذين ترجموا آراءهم كراهية وحقدا ولؤما تسبب بفرقة المسلمين وتباغضهم،
فالكلمة الطيبة صدقة.