20‏/06‏/2016

إشاعة تغيير اسم محافظة بابل والحرب النفسية




مع كل انتصار يحققه الجيش والحشد تنشط ماكنة الإعلام المعادي في محاولة منها لسرقة ألق الانتصار وصرف الأنظار عنه، ولما كان الانتصار في الفلوجة أحد أروع الانتصارات التي تحققت، فقد وجدوا أن الحدث (الإشاعة) الذي سيطلقوه يجب أن يكون كبيرا، ولذا اختاروا فذلكة تغيير اسم محافظة بابل إلى مدينة الإمام الحسن وأطلقوه على مواقعهم ومواقع التواصل الاجتماعي، فتبعهم الغشيم والجاهل ومن في قلبه مرض والعدو والداعشي والسياسي العلماني وحتى بعض الكتاب المتزنون الآخرون، فأدلى كل منهم بدلوه منتقدا إدارة العتبتين وداعيا إلى إبقاء اسم المدينة التاريخي، بل إن بعضهم عد هذا الأمر سرقة لتاريخ العراق وموروثه...
إن خلاصة هذه القصة أيها السادة أن العتبة العباسية تقيم مؤتمرا سنويا للكتابة والتأليف عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام)، وصدف أن فزت قبل عدة سنوات بالجائزة الأولى في المسابقة، فأقامت لنا محافظة(بابل) احتفالية رائعة حضرها جمع غفير من أبناء المحافظة، وقد أطلق منظمو المؤتمر والمسؤولون عن الاحتفال على المحافظة أسم (مدينة الحسن) باعتبار الكرم الكبير الذي تقدمت به المدينة في مناسبة لكريم أهل البيت، وهي فعلا كانت كريمة، وقد علمت أن خلال المهرجانات اللاحقة استخدمت التسمية (مدينة الحسن) خلال الاحتفال وكأن المدينة كانت تستغل فرصة انعقاد المؤتمر لتزداد بركة وبهاء باسم الإمام الحسن.
بمعنى أن تسمية (مدينة الحسن) تطلق على المدينة في يومي الاحتفال فقط، أما عدا هذين اليومين فالمدينة هي (محافظة بابل) وأهلها أولى من غيرهم بتغيير أو إبقاء أسمها، فضلا عن كون العتبة العباسية قبل غيرها تعلم علم اليقين أنه ليس من صلاحيتها تغيير اسم مدينة ما، فمثل هذه الأمور ترجع إلى الحكومة المحلية وليس للعتبة، وهذا ما بينه الأستاذ علي كاظم سلطان عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان الإمام الحسن (عليه السلام) السنوي المركزي الذي يقام برعاية الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية في بابل الذي أوضح أن المهرجان يهدف بالدرجة الأولى إلى إحياء ذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام) وتسليط الضوء على كرم أهالي مدينة بابل باستقبالهم للملايين من الزوار. وأن العتبتين المقدستين ليس لديهما أي مساع إلى تغير اسم المدينة الرسمي، بل لتسليط الضوء على كرم أهالي المدينة باحتضانهم للزائرين.
وصورة الدرع الذي منحوه لي في المسابقة في حينه يظهر فيه الاسم وتاريخ المناسبة بشكل واضح، بمعنى أن التسمية أطلقت منذ أكثر من أربع سنوات، فلماذا لم يعترض عليها أحد، لتثور ثائرتهم مع تحرير الفلوجة؟