إلى الشباب القائمين على مشروع شارع دجلة الثقافي في واسط
كانت تجربة شارع المتنبي واحدة من التجارب الفريدة التي أكدت أن شعب العراق
شعب معطاء ولاّد مبدع متجدد لا يركن إلى الدعة ولا يستسلم إلى الضغوط، ثم جاءت
تجربة الشوارع الثقافية في المحافظات؛ التي كان آخرها شارع دجلة الواسطي لتؤكد
أنها امتداد طبيعي لروح التحدي العراقي أكثر من كونها عملية تقليد للآخر.
أنتم نجحتم في تجربتكم، ولو أن النجاح كان محدودا لعدم وجود تفاعل جماهيري
صادق مع التجربة، وأنا مع ذلك أتوقع لكم نجاحات أكثر إشراقا في المستقبل، وأؤكد
أنكم ستنتصرون وتثبتون جدارتكم لأنكم أهل للتحدي وتملكون روح المطاولة.
ولكني أرى أن الموضوع لا يقف عند حدود النجاح التنظيمي بل يجب أن يتجاوزه
وصولا إلى النجاح التفاعلي، بمعنى أن تنجحوا في تغيير نظرة الناس إلى الكتاب بشكل
خاص والثقافة العامة بشكل عام.. أن تنجحوا في رتق الفتق الكبير بين الناس والكتب
.. أن تعيدوا للكتب هيبتها وتدفعوا الناس إلى التفاعل معها.
وهذا يعني أنكم يجب أن تتخلوا عن الآليات القديمة والتقليدية وتبتكروا
آليات جديدة تخترقوا من خلالها حجب الصدود وتفتحوا للناس أبوابا وشبابيك تدخل من
خلالها رياح التغيير إلى عمق وجودهم.
وقد تكون فكرة تقديم الكتاب المجاني هدية إحدى أهم المحفزات الحقيقية، ولذا
أعلن لكم أني على استعداد لأن أقدم لكم عن طيب خاطر هدية تشجيعية عبارة عن مجموعة نسخ
مما يتوفر لدي من كتبي ومؤلفاتي لتقدموها بدوركم هدية لمن تختارونه من زوار الشارع
في أسبوعه الثاني.
ننتظر منكم الكثير، فلا تخذلونا، والبلد ينتظر منكم الأكثر، فلا تتخلوا
عنه!.