15‏/09‏/2016

حوار السيجارة في ارتجالية سعود الأسدي






في الساعات الأولى للصباح، كنت أدخن سيجارتي في حديقة المنزل كعادتي لأني لا أدخن داخل المنزل، وحينما عدت إلى المكتب وجدت أخي الشاعر الفلسطيني الكبير سعود الأسدي على الخاص وقد كتب مصبحا علي كعادته:
ـ لك السلام من ورد وخزام   يا أستاذي الفاضل الصالح صالح الطائي
ـ صباح نوار معطر بالأزهار ومحصن بالأذكار أخي العزيز البار الأسدي الكبير،
آسف كنت أشرب (عدوتك) السيجارة في الحديقة
ـ أهلا وسهلا ومرحبا
ـ وبك أخي العزيز
ـ شو بدك بالدخّان؟
ـ علاقة ورفقة 45 عاما وأنا وفي لا أخون رفيقي ... ليس مثلك (خنتها) يا قاسي القلب، وتركتها من دون رجعة... ههههههههههههها
ـ أنا تركته منذ سبعينات القرن الماضي
ـ اعرف
وحينها بدأ عزفه الارتجالي كما أعرفه، فكانت هذه القصيدة الفورية التي لم يستغرق نظمها أكثر من عشرة دقائق:

أنا خائن الدخّان لست بأسفٍ
كذلك دخّان البلاد خؤون
بذا قد تساوينا وإني لمائن
عليه وألقاه عليّ يمونُ
على أنني كنت الزبون لمدة
له مثلما شرواك أنت زبونُ
ولكنني طلقته بجراءة
بقطعٍ نهائيّ وأنت ظنونُ
ووالله لو تصغي لكلمة ناصحٍ
تقول له بالقطع كُنْ فيكونُ
هو العشق حتى للسواكير والورى
لهم قيل: فيما يعشقون شئونُ
أيا صالح الطائيّ إنّك فارسٌ
ومن هو طائيٌّ فليس يهونُ
لكَ العمرُ يا دكتورُ والعُمْرُ خادمٌ
وتأتي بما قد تشتهون سِنونُ