11‏/10‏/2016

السعودية واليمن وتغير المعادلة





منذ أكثر من عام والحرب الشاملة على اليمن تحرق بنيرانها ثروة أكبر مصدر للنفط في العالم، مثلما تحرق اليمنيين الأبرياء، لكن معادلتها بدأت منذ أيام بالتغيير السريع، حيث بدأت كفة النصر تميل إلى اليمنيين وكفة الهزيمة تميل إلى السعوديين.
فهل أغرقت السعودية نفسها في مستنقع اليمن؟
ومع تزايد حدة الأزمة، هل ستنقلب معادلة القوى لتكون مبادرة الهجوم بيد اليمنيين بينما تكتفي السعودية بالدفاع فقط بعد أن تخسر أقساما مهمة من أراضيها، ولاسيما الحدودية منها، بما فيها تلك التي اغتصبتها من اليمن؟
الذي أثار هذه الأسئلة ليس تغير معادلة القوى الحربية بين الطرفين فقط بل أثارها أيضا خبر اقتصادي صادم تناقلته وكالات الأنباء يشير إلى أن اليمن لم يكن يملك ما يخسره، ولذا لم تؤثر عليه مستجدات الظرف كثيرا، بينما ترك أثرا مدمرا على الوضع الاقتصادي السعودي نتيجة انخفاض أسعار البترول، وزيادة تكاليف الحرب. وقد أشار هذا الخبر الصادم إلى أن المملكة تسعى لإطلاق طرح للسندات الدولية بالدولار في أوّل اقتراضٍ لها من السوق الدولية، قد يناهز 15 مليار دولار.
وبحسب أرقام نشرتها صحيفة (الحياة) السعودية اليوم الثلاثاء نقلاً عن وزارة المالية، أن إجمالي الديون المباشرة على الحكومة بلغ مع نهاية آب/أغسطس، زهاء 273,8 مليار ريال (نحو 73 مليار دولار أميركي). ووفقاً للإحصاءات الرسمية، تراجع الاحتياطي السعودي من 732 مليار دولار في 2014، إلى 562 مليار دولار في آب/أغسطس 2016، ولا زال التدهور مستمرا.