14‏/11‏/2016

بذخ القدماء ولؤم المعاصرين الأغبياء





أورد الزمخشري في ربيع الأبرار عن الوليد بن سريع[[[مولى عمرو بن حريث]: وجهني الجراح بن عبد الله من العراق الى سليمان بن عبد الملك، فخفت أن يسألني عن المطر،فإني لأسير بالسماوة إذا أنا بأعرابي من كلب بن شملة، فقلت: يا أعرابي هل لك في درهمين؟ قال:إني والله حريص عليها، فما سببهما؟ قلت: تصف لي المطر. قال: أتعجز أن تقول: أصابتنا سماء تعقد منه الثرى، واستأصل منه العرق، وامتلأت منه الحفر، وقاءت منه الغدران،وكنت في مثل وجار الضبع حتى وصلت إليك. فلما قدمت على سليمان، قال: هل كان وراءك من غيث؟فقلت ذلك، فضحك وقال: هذا كلام ما أنت بأبي عذره، فقلت: صدق فوك يا أمير المؤمنين، اشتريته والله بدرهمين،فضحك وقال: أصبت وأحسنت، فأمر بجائزتي، ثم زادني ألفي درهم مكان الدرهمين"
هكذا كان سلاطين الأمس يعيثون في مال الله خرابا ويبذخون بلا سبب لمجرد المتعة وتخليد الذات، فأين أنتم من ذلك يا حكام ونواب العراق وقد سرقتم كل خيره وادخرتموه فلا أنتم أنفقتم منه لوجه الله، ولا أنتم بذلتم منه لتخليد ذواتكم.

فإذا كان العقلاء قد أدانوا فعل القدماء وهو كما ترون، فماذا سيقول عنكم عقلاء هذا الزمان؟