12‏/05‏/2017

مقطوعة من كتاب أعمل عليه الآن





إن دعواتنا الصادقة إلى إعادة تفكيك الموروث وإجراء اختبار علمي وعقلي لكل ما ورد فيه، هي من الضرورة بمكان أنها لم تأت لتصحيح رأي أتباع الأديان الأخرى في الإسلام فحسب، بعد أن شوهه المتطرفون والإرهابيون بأعمالهم القذرة، وإنما جاءت للتصدي أيضا للمدارس التخريبية الإسلامية الحديثة؛ التي تدعي أنها تريد أن ترقى بعقل الإنسان من مرحلة العبودية للأديان؛ دون أن يرفض وجود الله أو يتخلى عن الإيمان به، إلى مرحلة التحرر من العقيدة الدينية مثلما هي مدرسة الظنيين، التي أطلق عليها اسم: المدرسة الإلهية اللادينية، أو المدرسة الإلهية الفلسفية، وهي مدرسة فكرية تدعي أنها حسمت إيمان أتباعها العقلي بالله، ونفي الدين عنه، وبالتالي حررت الله سبحانه وتعالى من أسر الدين إلى فضاءات العقل.
يلاحظ على هذه المدرسة التي أطلقوا عليها أسم: المدرسة الظنية؛ أن أصحابها لم يستقروا لحد الآن على التسمية التي أرادوا من ورائها أن تبدو مدرستهم ليست دينية ولا إلحادية، حيث ورد على لسانهم، تعريف لمنهجيتهم على أنها: "اللادينية المؤمنة، والتي تعني: اللادينية اللاإلهية واللادينية الإلهية". ولا أعرف إذا ما كان هناك تعريفا للعلمانية الملحدة بأنها: اللادينية اللاإلهية، التي لا تؤمن بدين أو بإله!