قال الخطيب البغدادي:
اتهم الخليفة العباسي المهدي صالح بن عبد القدوس بالزندقة، فأمر بحمله
إليه، واحضره بين يديه، فلما خاطبه، أعجب بغزارة أدبه وعلمه وبراعته وحسن بيانه
وكثرة حكمته، فأمر بتخلية سبيله، فلما ولى، رده، وقال له: الست القائل:
والشيخ لا يترك أخلاقه
حتى يُوارى في ثرى رمسه
إذا أرعوى عاد إلى جهله
كذي الضنى عاد إلى نكسه
قال: بلى يا أمير المؤمنين.
قال: فأنت لا تترك أخلاقك، ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك، ثم قتله
المهدي بيده، ضربه بالسيف فشطره شطرين، وعلق بضعة أيام على الجسر للناس ثم دفن
