29‏/07‏/2017

رسالة إلى ولدي المراهق نشرتها العام الماضي في مثل هذا اليوم 29/7







ولدي الحبيب
سلام عليك يا قرة العين
إن العمر الذي تمر به الآن يمثل مرحلة التبدل الكبرى، مرحلة الانتقال الفكري من عالم الطفولة إلى عالم الرجولة والتحدي، وتتكدس فيه كافة أنواع الصراعات، بما فيها صراع التغيير، ولذا يحتاج إلى وقفات تأمل واقعية لا وهمية، ترسم خلالها خطط استيعاب التغيير وتقبله، حيث الأحلام تشغل حيزا كبيرا، والناجح هو من يلاحق أحلامه، لا من يهرب منها.
أما الوحشة التي تشعر بها فهي ليست أكثر من ترجمة للخوف الذي يملأ نفوسنا من دخول حياة جديدة أخرى، ليست الحياة التي كنا نحياها، ولابد للإنسان أن يشعر به، فأنا لحد الآن، لطالما شعرت بالوحدة القاتلة، حتى وأنا محاط بعشرات البشر الآخرين.
أنتظر منك أن تكون بطلا وتتحدى الصعاب وتنتصر في النهاية، فالهزيمة في هذا العمر تترك أثرها على العمر كله، أخرج الفرح من بين أكداس الأحزان وأعرضه أمام الشمس، وستجد طعم الفرحة في أعماق روحك.
اعتمد على نفسك لا على غيرك، قال علي بن الحسين الطغرائي، حفيد أبي الأسود الدؤلي:
فإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعول في الدنيا على رجل
بني الحبيب
نحن نأمل منكم أن تنتصروا لتعوضوا الخيبات التي مرت بنا، لا أن تهزموا لتلتحقوا بطوابير المهزومين، وثق بكل المعتقدات أن نجاحكم هو نجاح لنا، وفشلكم سيجدد لحظات الفشل في عمرنا، فكونوا لنا ولا تكونوا علينا، فبكم سوف نحيا عمرا ثانيا.
تقبل محبتي