23‏/09‏/2017

من أسماء المدن تكاد تعرف أخلاق الشعوب










إن الفرق بين شعب لبنان وشعب السعودية نابع من ثقافة الشعبين، اللذين اختار كل منهما لمدنه أسماء من ثقافته وقيمه وسلوكياته.
فالبلدات اللبنانية:عين التينة ـ جبل الزيتون ـ عين الرمانة ـ إقليم التفاح ـ تل الزعتر ـ نبع الصفاء ـ بنت جبيل ـ وادي شحرور ـ وادي الزهور ـ دارة الحلوين ـ دير القمر ـ حوض العسل. هي كلها أسماء تشرح النفس وتثير البهجة والفرح.
بالمقابل نجد أسماء البلدات السعودية: أم الجماجم ـ أم العقارب ـ أبو الدود ـ لبخة داحس ـ جفن الضب ـ خميس مشيط ـ عرقوب البقر ـ مزعله قيصومة ـ أذن الحمار ـ أم الهوشات ـ حصاة بن حويل ـ أم العراد ـ أم الشفلّح ـ صُمَخ جَرَب ـ نجخ كِتنَه ـ النّغبقّه ـ بَقعا ـ أبلق ـ عريفجان ـ خريمان ـ ساحوق الشبحة. وهي كلها أسماء تقطع الخميرة من البيت.
ولذا لا عجب إذا ما وجدت الشعب اللبناني مثقفا مرحا محبا للغير شفافا يهتم بجمال مدنه.... ولا عجب أن لا تجد في السعودية من يبتسم في وجهك، أو يرد عليك السلام بأحسن منه، وقد لمست ذلك بنفسي في البلدين، وللأسف كانت زيارتي إلى لبنان قبل زيارة السعودية، ولذا لا زالت وطأة ما رأيته وسمعته في السعودية مرة في فمي، وأرغب بزيارة لبنان مرة أخرى عليَّ أقضي على المرارة وأشعر بالحلاوة من جديد.

موضوع نشرته يوم 23 أيلول 2015 وأعدت نشره بنفس التاريخ من عام 2016، وأعيد نشره اليوم وهو ليس نقدا لأحد بقدر كونه دعوة إلى ضرورة تغيير أسماء بعض المدن التي لا تمت إلى التمدن بشيء فالعالم يحتاج إلى رؤية وسماع الجمال.