09‏/09‏/2018

وتعثرت خطانا








يا سيدي يامن تنوء بحمل السنين العجاف،
ايها المحني ظهرا،
أيها المكلوم كِبرا،
أيها المملوء قهرا،
سيدي
هل التفتَ إلى الشناشيل على يمينك علها تحكي لك قصص المكان الذي تتمرغ عليه كرامة شيبتك؟
هل ناداك شعراء وادباء مقهى حسن عجمي لتستريح معهم، وهم منذ ثلاثينات القرن الماضي يتجمعون هنا ليستذكروا العراق وأهله؟
ألم تسمع صوت الجواهري العظيم ينطلق من داخل المقهى:
أتعلم أم أنت لا تعلم                    بأن جراح الضحايا فم
ألم تسمع شيئا من حوارات البياتي وكمال الجبوري والسياب وعبد الأمير الحصيري وسواهم من وجوه الفكر والأدب والإبداع، الذين كانوا يتداولون الرأي في مختلف شؤون الفكر والثقافة والأدب والوطنية؟.
وماذا يقول لك شارع الرشيد حينما تصافح خطاك المتعبة المليئة بالقهر صفحات وجهه؟
ألم تقص لك الحيدرخانة ومحلة جديد حسن باشا قصص العظماء الذين سلكوا تلك الدروب قبل أن يكتسح الطوفان ثقافتنا وحكمتنا وعراقيتنا ووطنيتنا ووحدتنا؟
لكن لا عجب أن تشيخ معك البنايات والطرقات وشارع الرشيد والحيدرخانة وبغداد والعراق، فكلنا يا سيدي شخنا بفعل أهوال ما مر علينا، لأن السياسيين تنعموا بخيرات بلدنا، وحرمونا منها، ونحن اكتفينا بالسكوت!