سئل أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن أحوال العامة، فقال: "إنما هي من فساد الخاصة،
وإنما الخاصة ليقسمون إلى خمسة أقسام:
العلماء وهم الأدلاء
على الله
والزهاد وهم الطريق
إلى الله
والغزاة وهم أنصار
الله
والحكام وهم رعاه
خلق الله
والتجار وهم أمناء
الله"
فإذا كان أربعة
أخماس هؤلاء قد فسدوا، وللظلم توسدوا، فخانوا الأمانة، وخانوا الضمير، فكيف هو حالنا
يا أيها الأمير؟
إذا كان عالمنا
طماعا وللمال جماعا، فبمن نستدل؟
وإذا كان الزاهد
راغبا، ولما في أيدي الناس طالبا، فبمن نقتدي؟
وإذا كان التاجر
خائنا، وللزكاة مانعا فبمن نستوثق؟
وإذا كان الحاكم
ظالما فاسدا فاسقا مدعيا منبطحا وفي الأحكام جائرا فبمن يُنصر المظلوم على الظالم؟
يا أمير المؤمنين
لقد ضاقت سبلنا، وأهينت معتقداتنا، ودمرت بلداننا، وانتهكت حرماتنا، بفساد خاصتنا؛
وسكوت عامتنا، حتى بتنا نفضل موتنا على حياتنا.
وإلى الله المشتكى