إنّي المتيمُ في خطى أعتابِها
وعرفتُ معنى العشقِ في محرابِها
وسالتُ ربَّ العالمين شفاعةً
فهيَ الأمانُ ومرتجى طلّابِها
تبقى وسيلةَ مغرمٍ طلبَ العلا
فأخذتُ حرزاً من شذى أثوابِها
وسقيتُ ساعات اللقاء بأدمعي
اذ فاح عطر الزهر من أطيابها
من رام دارَ الخلدِ يرفع سقفها
ويدقُ فيها من عرى اسبابِها
القربُ من روحِ الحبيبِ ككوثرٍ
تُروى كؤوسُ الطُهرِ من اعنابِها
ولهانُ اسألُ نسمةً من روضها
يا ليتني أحظى ولو بترابِها
القلبُ حلّق في خيالٍ ساحرٍ
والروحُ تسمو فَوْقَ جنح سحابها
إنَّ الحياةَ بدونِ آل المصطفى
تمسي كنيرانٍ على اصحابِها
يا من شربتَ العيشَ مرا علقما
يُنسيك شهد الحبِّ طعمَ عذابها
قد باعدَ الاعرابُ كأسا صافيًا
لنْ يرويَ الظمآنَ وهمُ سرابها
قصّتْ تفاصيلَ الحقيقةِ رحمةً
كم اذهلَ الأمصارَ نورُ خطابها
في الشام صوت للعقيلة صادحٌ
وبدا بأرض الطَّفِّ غيثُ جوابها
كَتبتْ على نبضِ القلوبِ حكايةً
لن تمحو الأيامُ نقش كتابها
نبكي على خير النساء بحرقةٍ
خَطفوا بلا ذنبٍ أعزَّ شبابها
ولأنّها ابنة من يباهل في الورى
لم تظهرِ الاذعانَ رغم مصابه
من ماتَ مظلومًا يُزارُ ويرتجى
وضريحها هدْيٌ إلى احبابِها
صلوا صلاة الخاشعين لربهم
تجزون يَوْمَ الحشرِ نورُ ثوابِها