أبو عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن
أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، المعروف بالعتبي، الشاعر
البصري المشهور، كان له رأيا غريبا في خلقة الزرافة، وكيف أنها تتولد على عدة
مراحل، لا أدري كيف استساغ التحدث عنه، ولا كيف قبلوه منه، وتداولوه في كتبهم، إذ
روى ابن خلكان في الجزء الرابع من وفيات الأعيان عنه، أنه كان يقول: "الزرافة
ـ بفتح الزاي وضمها ـ الحيوان المعروف، وهي متولدة بين ثلاث حيوانات: الناقة
الوحشية، والبقرة الوحشية، والضبعان، وهو الذكر من الضبع، فيقع الضبعان على
الناقة، فتأتي بولد بين الناقة والضبع، فإذا كان الولد ذكرا، وقع على البقرة،
فتأتي بالزرافة، وذلك في بلاد الحبشة، ولذلك قيل لها الزرافة، والزرافة في الأصل
الجماعة قلما تولدت من جماعة، قيل لها الزرافة، والعجم تسميها: "أشتر كاو
بلنك" لأن الأشتر: الجمل، والكاو: البقرة، والبلنك: الضبع".
فهل حقا، وصلت السذاجة بهم إلى هذه الدرجة، وفي الكتاب العزيز جملة آيات
تتحدث عن (من كل زوجين اثنين) وعن (الذكر والأنثى)؟ وهل جاء هذا الرأي من توهينهم
للعلوم الأخرى وعدم نفعها وأهميتها، باستثناء علوم القرآن والحديث؟ وهو الموضوع الذي سبق وأن نشرناه في مدونتنا بعنوان "هكذا أرادوا
تجهيل الأمة وحرفها عن نهج الله"