16‏/05‏/2019

المداخلة الأحلى على الإطلاق









تمتاز المداخلات عادة بالاقتضاب والاختصار وهي قد تأتي للمجاملة أو للإعجاب أو لمجرد المديح وربما لتصحيح فكرة أو لإبداء رأي، وفي بعض الأحيان تأتي للطعن والتسقيط فتدخل ضمن باب المهاترات الفارغة، لكن مثل هذه المداخلة روعة وجمالا وحسن صياغة وفكرا أكاد أجزم أني لم أقرأ، فقد لخص الأستاذ صلاح هادي مضمون عشرات الكتب بعدة أسطر تنبض بالمشاعر الصادقة، ولذا اخترقت مقالته أعمق أعماقي، ونقلتني من حالة البؤس والحزن التي كنت أعيشها بسبب عدم  ظهور أسمي في قرعة الحج عام 2014  مما يعني حرماني للسنوات الثلاث بعد هذا التاريخ؛ ونشرت شكواي على صفحتي، فتداخل الأصدقاء يطيبون خاطري، ويصبروني، وكانت من بين المداخلات هذه المداخلة التي احتفظت بها في أرشيفي افتخارا بما فيها وبصاحبها الأستاذ صلاح هادي شكر، ومضمونها:
"اسأل الله أن يكتب لك حج بيته الحرام في اقرب وقت، وأتمنى ألا تعتبر القرعة خيبة أمل لان دخولك فيها أصلا هو خيبة أمل للمثقف الإسلامي العراقي ... كان الأجدر بهيئة الحج ان تفسح مجالا لأعلام المجتمع من أكاديميين وكتّاب وباحثين . لا أن تخصص عشرات المقاعد بل المئات للسياسيين الفاسدين حتى أصبح لقب (حجي) متلازمة تعيش معهم ... حججت بيت الله يا أستاذ صالح ألف مرة عن كل مؤلف نشرته قصدت به وجه الله وإعلاء كلمة دينه. طفت بكعبته ألف ألف مرة عن كل بحث تقصيت فيه وقائع التاريخ لتنير عقولنا وقلوبنا وتنفض غبار أكاذيب الأفاقين والدجالين ممن تلاعبوا بالتاريخ وحرفوا أسس البحث العلمي .. حج مبرور عن كل ما قدمته وسعي مشكور لكل ما كتبته وذنب مغفور رغم أن ماهية الذنوب تتلاشى أمام عظمة الدرب الذي سلكته ومدى مبدئية القضية التي انغمست بها لتكمل مشوارك حتى النهاية .
أتمنى لك العمر المديد وأسأل الله أن يأخذ من نصيبنا في هذه الحياة ليضع إلى رصيد عمرك الثري .. احترامي."