في عام 2017 أشارت مجلة السياسة
الخارجية (Foreign Policy)
إلى العزلة القطرية التي تسبب بها حصار إمارات ودول الخليج لها، على أنها ستكون بدايةً
لحرب كبرى مرتقبة؟
وكان الباحث "سايمون
هندرسون" مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى،
قد كتب في المجلة تحت عنوان (هل سيشعل المنفى الدبلوماسي لقطر حربا كبرى جديدة؟)، أشار
فيه إلى أن دول الخليج السنية كانت منذ وقت بعيد تمهد لحرب مع إيران الشيعية، معتبرا
أن الوضع حول قطر قد يصبح الذريعة المرجوة التي تبحث عنها هذه الدول، واعتبر كاتب المقال أن
العالم ربما يقف اليوم أمام لحظة تاريخية يمكن مقارنتها مع اغتيال الدوق فرانز فرديناند
في سراييفو عام 1914، ما مثل شرارة الحرب العالمية الأولى.
وقد مورست بعض الأعمال الاستفزازية لجر رجل
إيران إلى هذه الحرب ولاسيما بعد حديث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن نقل
المعركة إلى العمق الإيراني، والتفجيرات الإرهابية التي تلت ذلك التهديد، والتي
جاءت وكأنها تنفيذ مباشر لذلك التهديد
والظاهر أن فشل هذه المشكلة في إذكاء نار
الحرب مع الجار الفارسي الشيعي بسبب الخوف من قدراته التسليحية والصاروخية وقوته
البشرية 85 مليون نسمة قبالة 40 مليون، كان الدافع واراء دخول أمريكا على الخط
المباشر خلال الأزمة الثانية التي أثيرت قبل أيام، لتبين أمريكا لحلفائها
الخليجيين من خلال هذا الدخول أنها تقف إلى جانبهم وتدعمهم، وأن دخولها هذا عادل
كفتي الميزان العسكري وميزان القوى، وبات النصر الخليجي على إيران يلوح في الأفق!.
والذي أراه أنه مع التصعيد الذي يُمارس الآن
على كافة الأصعدة قد يقع المحظور، حتى مع تردد دول الخليج وخوفها من نتائج الحرب المدمرة
التي يلوح شبحها في الأفق، لكن لا ضمانة أن شرارة الحرب ستقف في الحدود المرسومة
لها، حيث ستمتد لتشمل العراق وسوريا وجنوب لبنان وستترك آثارها على الأردن ولبنان،
وتنتقل تداعياتها إلى مصر والدول الأفريقية والآسيوية الصديقة للسعودية، وقد يصل
لهبها إلى روسيا ودولا أخرى بما يؤهلها لتتحول إلى حرب عالمية قد تكون هي الخراب
الموعود!.
إن منع نشوب هذه الحرب هو الدفاع الحقيقي عن
الإنسان في كل مكان، والدعاة لها هم أعداء الإنسانية، ولذا يجب إيقافهم عند حدهم
قبل فوات الأوان.