16‏/06‏/2019

رسالة إلى ولدي/ مقطوعة شعرية من مجموعتي نوبات شعرية








يا ولدي
لرجالات عهود العصف
حكَّام الجور الأوغاد
مشروع 
للموت
ضاري الأحقاد
طعمٌ
 جسرٌ
مجزرةٌ
ظلمٌ ببلادك يزداد !
عسَفَ التاريخ
على من ظلَّ أبيَّ النفس
أصيل الغرس...
حتى من قبْل الميلادْ .
تتحمَّل دورات الأزمان,
وتفاهات الأوطان
وسوط الباغي الجلَّادْ ؛
يهنأ في بحبوحة عيشٍ
وينام شبابٌ فوق رمادْ,
وينام على ريش نعامٍ
أبناء الفسَّادْ,
كي تتوسد يا ولدي
أنتَ الأعوادْ !
فإذا ما احتفلوا بحبورٍ
جعلوا منك خروفاً.. أضحيةً
تتفجَّر حولك
عبوات الأحقاد
فتُذبح قسراً
في حفل الميعادْ,
تُذبح مسفوحَ دماءٍ
وتُقدَّم قربانا للقوادْ ... .
يا ولدي,
يا ولدي, أوصيك,
فهل تسمع؟
أكفرْ  بالأعياد 
بالأرض 
الجبل 
الأوهادْ 
البلبل  
والعصفور ...,
الدود
بسرب جرادْ
بالوطن النازف قيحاً
قيح جراحك
وجراح الأجدادْ ...
ما تسمعُه يا ولدي
من قصصٍ
وبطولاتٍ
أو أمجادْ
هي أكذوبة مخمورٍ
مقهورٍ
مأسورٍ
قوَّادْ ... 
تُخبَرُ عنه
جاثٍ يتوسَّلُ جاريةً
يبحثُ عن أصلٍ
فعسى أنْ تمنحهُ
اسماً
أصلاً
أمجادْ
اكفرْ يا ولدي
دون توانِ
فالكفر بهؤلاء الأوغاد

من الإيمان