28‏/09‏/2019

احذروا التقديس الزائف









في رواية زوربا اليوناني لنيكوس كزانتزاكي دار حوار بين الرأسمالي وزوربا، قص زوربا خلاله واحدة من مغامرات جده، يتبين منها أن جد زوربا تهيأ للسفر إلى الأراضي المقدسة فجاءه أحدهم، وكان تافها وضيعا، وطلب منه أن يحضر له قطعة من الصليب المقدس. سافر الجد وحينما عاد زاره الوضيع وسأله إن كان قد أحضر له المطلوب فقال له: أتعتقد أني أنساك؟ هيا إلى بيتي الليلة وأحضر الكاهن معك ليعطي بركته وسأسلمك إياها، وأحضر معك خنزيرا رضيعا مشويا وبعض النبيذ لمزيد من الحظ.

ثم قال زوربا: وذاك المساء، عاد جدي إلى البيت وقطع من عمود الباب الذي أكلته الأرضة قطعة خشبية صغيرة ليست أكبر من حبة رز، ولفها، وسكب فوقها قطرتين من الزيت. وحضر الرفيق مع الكاهن وأحضر الخنزير والنبيذ، وأدى جدي مراسم الاحتفال وسلم هدية الخشب الثمينة، ثم راحوا يلتهمون الخنزير. قال زوربا: صدقني يا سيدي، انحنى الرفيق وسجد للخشبة وعلقها في رقبته، وأصبح إنسانا آخر، فقد تغير كليا، فذهب إلى الجبال وساعد في حرق القرى التركية، وكان يواجه زخات الرصاص بلا خوف، ولماذا يخاف فهو يحمل قطعة من الصليب المقدس من الأراضي المقدسة، فالرصاصات يستحيل أن تصيبه. الفكرة هي الأساس، ألديك إيمان؟ شظية من باب قديم تصبح ذخيرة مقدسة، أينقصك الإيمان؟ عندها الصليب المقدس كاملا يصبح عمود باب!