23‏/09‏/2019

هل يفعلها الاضراب الجنسي ويغير الأوضاع في العراق؟






في موقف نسوي بطولي، قررت النساء في جمهورية توغو البدء بإضراب شامل من خلال الامتناع عن معاشرة أزواجهن جنسيا، وتوغو أصغر بلدان أفريقيا، يقع في غربها، تحده غانا من الغرب وبينين من الشرق وبوركينا فاسو من الشمال. يمتد جنوبا إلى خليج غينيا، عاصمته لومي. ومساحته 000 57 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانه حوالي 7،5 ملايين نسمة، وذلك في إطار الضغوط الرامية إلى إقالة الرئيس (فوريه جناسينجبى) من منصبه.
وفي جمهورية ليبيريا، التي تقع هي الأخرى في غرب أفريقيا، وتحدها من الغرب  سيراليون ومن الشمالغينيا ومن الشرق كوت ديفوار، كانت السيدات قد استخدمن الإضراب عن المعاشرة الزوجية في عام 2003 من أجل الدعوة لنشر السلام في ربوع البلاد المضطربة سياسيا.
وفي عام 2009، ضغطت نساء جمهورية كينيا التي تقع شرقي أفريقيا، وتحدها من الغرب أوغندا، ومن الجنوب تنزانيا، وإثيوبيا ومن الشمال جنوب السودان و من والشمال الشرقي الصومال، ضغطن عبر الإضراب عن الجنس لإنهاء الخلافات بين المسؤولين في الحكومة الائتلافية.
وآخر حركات الاضراب الجنسي جاءت من الفلبين، حيث فرضت مجموعة من النساء في جزيرة (مينداناو) الريفية التي تعاني من العنف حظرا على ممارسة الجنس إلى حين إنهاء القتال، وساعد ذلك في وقف الاشتباكات.
وفي جميع هذه الحالات تمكن الجنس من حل المشاكل التي عجزت السياسة عن حلها، لكن مع ذلك كانت مبادرة الاضراب الجنسي عراقية بامتياز، إذ سبق العراقيون العالم في هذا المضمار، ولابد وأن يتذكر كبار السن في العراق الاضراب (الذكوري) الذي نفذ في بعض مناطق بغداد في محاولة ضغط لإسقاط الزعيم عبد الكريم قاسم سنة 1962 بعد أن أفتى بعض رجال الدين بتحريم معاشرة الزوجات لحين إسقاطه، وقد أعطى هذا الفعل ثماره.

فهل من الممكن أن يعلن العراقيون رجالا ونساء عن حملة من هذا النوع لمحاسبة الفاسدين والقصاص منهم؛ بعد أن فشلت المحاولات الأخرى، أم أن ذلك بات من المستحيلات لأن الفساد عم وشمل وغزا وتغلغل بين الرجال والنساء من القادة والدهماء؟!!!!