13‏/10‏/2019

أثر الكلاب على النمو السكاني










اثبتت الدراسات والاحصاءات المتخصصة أن عدد الكلاب في اليابان يفوق عدد الأطفال فيها لأن أغلب الأسر استعاضت عن انجاب  الأطفال بسبب مشاغلهم ومشاكلهم ومتطلباتهم وأمور العناية بهم  بتبني كلب، صاروا يعاملونه معاملة الابن العزيز، حيث خصصوا له مكانا منعزلا للنوم وملابس للتدفئة والزينة وطعاما خاصا ومتابعة صحية من خلال الفحوصات الدورية. وبالتالي تسبب تفشي ظاهرة تبني الكلاب في تناقص معدلات النمو السكاني الياباني إلى ما دون الحد المعقول، إذ بينت الحكومة اليابانية أن معدل الزيادة الطبيعية التي تعرف بالنمو السكاني (يستخرج عن طريق طرح معدل الوفيات الخام من معدل المواليد الخام في حالة عدم وجود هجرة). ولم يأتي هذا التناقص بسبب العوامل المعروفة مثل العامل الاقتصادي، حيث إن انخفاض مستوى دخل الأفراد، وتفشّي ظاهرة الفقر الذي يؤثر عادة في المعدل، والمعروف أن اليابان بلد غني، أو العامل الثقافي حيث ترى الأم المثقفة أن مسؤوليات كبيرة تترتب على إنجاب الأطفال، لأن الأسرة اليابانية لا زالت متمسكة بعاداتها الموروثة، أو العامل السياسي حيث تؤمن بعض الدول أن زيادة الانجاب تؤثر إيجابا على تنامي قوتها العسكرية، فاليابان بالرغم من كونه بلدا مسالما إلا أنه اتجه في الآونة الأخيرة إلى بناء قدرات عسكرية، أو العامل الديني فديانة اليابان  لا تحرم تنظيم النسل. أما الهيكل السكاني الذي تغلب عليه نسبة الشباب مقارنةً بنسبة الشيوخ والأطفال فهو مُعرّضٌ لزيادة معدل المواليد مقارنةً بالمجتمعات الأخرى.
إن هذا التناقص الذي وصل إلى ما تحت المعدلات المطلوبة سوف
يؤثر مستقبلا على تواصلية الحياة في اليابان، وسيهدد بموت المجتمع، مع أن اليابان كانت تعتز بموروثها الاجتماعي والثقافي والأسري.
ومن المؤكد ان اليابان جديدة عهد بموضوع تبني الكلاب إذ سبقتها الدول الغربية بأشواط، لكن الغرب استعاض عن النقص بفتح أبواب الهجرة لشباب العالم الثالث الذين أعفوه من كل مصاريف النشأة والتعليم ووصلوا إليه جاهزين من كل الجوانب وعلى أهبة الاستعداد لتقديم جميع الخدمات المطلوبة وبأرخص الأسعار، أما اليابان فهي ربما بسبب تركيبة شعبها الجسمانية والسلوكية والتربوية فهي غير مستعدة لقبول آلاف اللاجئين، وهذا يعني أنها مرشحة لخوض عدة أزمات معقدة منها على سبيل المثال طغيان الشيخوخة وفقدان الدماء الشابة المثابرة.