13‏/10‏/2019

الشقراء والملك







حتى مع وجود القول الشائع (أذكروا محاسن موتاكم) أرى ضرورة التحدث أحيانا عن بعض قضايا القادة المتوفين ومنها على سبيل المثال لا الحصر موضوع الفساد المالي الذي دلت عليه الأرصدة الخيالية في البنوك الأجنبية، والتي أعلن عنها بعد موتهم إما من قبل الجهات المتنفذة أو من قبل الورثة ومشاكلهم.
ومن قصص موتانا التي نذكرها دون مساس بمحاسنهم قصة الشقراء المثيرة للجدل (جنيفيف ارنو) التي تزوج بها ملك العراق المرحوم فيصل الثاني سرا. هذه الشقراء التي أقامت بعد موته دعوى قضائية في نيويورك للحصول على 110100دولار هي مجموع إبداعات ملك العراق الشاب فيصل الثاني في البنوك الأميركية، والتي ربحتها بعد أن شهدت لصالحها الأميرة (فخر النساء زيد) أم الأمير رعد بن زيد وزير البلاط الأردني، وهو الأمر الذي نفته الأميرة بديعة خالة الملك الشاب المقيمة في لندن، حتى أنها اتهمت الأميرة فخر النساء بأنها قبضت رشوة كبيرة مقدارها خمسة عشر ألف دولار للإدلاء بهذه الشهادة الكاذبة.
ما يهمنا من هذه القصة سواء كانت صحيحة أم مختلقة هو مقدار رصيد الملك الشاب في واحد فقط من البنوك الأمريكية، دون معرفتنا بوجود أرصدة أخرى في أمريكا أو في بلدان أخرى كسويسرا مثلا، وهو مبلغ خيالي نسبة إلى حجم ميزانية العراق في ذلك الوقت والذي لم يكن يزيد على عدة ملايين.
أما بذخ العيش فهو لا يختلف كثيرا عن بذخ السياسيين والنواب المعاصرين، ومن الأمثلة على ذلك أن الوصي على العرش الأمير عبد الإله حاول تزويج الملك الشاب بالأميرة (شاهناز) أخت شاه إيران، ولكي تتاح للملك خلوة رومانسية، وقع الاختيار على باريس مكانا وكأن العراق كله لا يسع مثل هذه الخلوات، حيث تم  لقاء الملك بالأميرة في مدينة (كان) الفرنسية عام 1955 بحضور الإمبراطورة (ثريا اصفندياري بختياري) زوجة الشاه والأميرة (شمس) أخت الشاه، في وقت كان فيه الشعب العراقي يعيش حالة ضنك كبير وفقر مدقع!.