الفأر قارض معروف، يوجد في بيئات
مختلفة وله قدرة العيش والتكاثر في أصعب الظروف؛ إذا ما سنحت له الفرصة.
هناك أكثر من ثمانية وثلاثين نوعاً من
الفئران في العالم كله، تختلف أحجامها وأوزانها وهيئاتها وألوانها، ويتراوح وزنها
من بضعة غرامات إلى أكثر من 300 غرام.
يقدر العمر الافتراضي للفأر بحوالي
ثلاث سنوات، ولكنه لا يصل إليه بسبب الدمار والأضرار التي يحدثها، فيثير الناس ضده
ويعملون على مكافحته. وهذا يتناسب مع ما يقوم به بعض البشر فيؤلبون من خلال
أعمالهم الشريرة الآخرين ضدهم، وربما يمنعهم الناس من اكمال عمرهم الافتراضي.
تلد الخراف عادة مرة واحدة بالعام،
ويستهلك البشر منها في طعامهم آلافا مؤلفة، ومع ذلك تتكاثر أعدادها بشكل متوازن
تقريبا مع احتياجات الإنسان. أما الفئران فتمتلك نظام تكاثر فعال يواءم حجم
المخاطر التي تنتظرها بسبب سوء عملها، لذا تطلب الإناث التسافد وهي بعمر 30ـ 40
يوما، وتلد في العام الواحد ما يقارب 40-60 فأرا وأكثر لأنها تملك قدرة التكاثر
على مدار العام، وممكن لأنثى الفأر أن تطلب الفحل بعد أن تلد بيوم أو يومين فقط.
من هنا نجد أن باستطاعة زوج واحد منها أن يتكاثر إلى اكثر من ألفي فأر خلال عام
واحد.
ونتيجة هذه المخاطر، أيقنت الدول المتقدمة
والمتحضرة والحريصة على مستقبل شعبها ورفاهه الاقتصادي أنها لا يمكن ان تتعايش مع
الفئران بأي حال، لأنها إذا ما سمحت للفئران بالتواجد في محيطها فسوف تتكاثر بشكل
خطير جدا له قدرة نخر البلد وتقويضه والقضاء على كل خيراته وموارده، وأكل واستهلاك
كل محتواه الاقتصادي والفكري، فبدأت تضع الخطط العلمية لاستيعاب شر الفئران من
خلال استخدام الطرق العلمية في محاربتها والقضاء عليها، أو الحد من تكاثرها، وقد نجحت الكثير من الدول بما فيها بعض البلدان
الفقيرة في تجاوز الخطر الماحق الذي يمثله وجود الفئران في المجتمع.
وستبقى الفئران أحد مصادر الأخطار الشديدة التي تتهدد البشرية بالفناء
فضلا عن مئات المخاطر الأخرى، وربما لهذا السبب تجد أن لكل الحضارات والأديان رؤى
خاصة عن نهاية العالم والخوف من الطاقة المظلمة التي تسعى إلى تمزيق النظم أو
الأرض الخالية أو الأرض التائهة وغيرها من مصطلحات نهاية التاريخ.