كنوع من
الاعتراض وعدم الموافقة على قرارات السلطة الفاسدة، قام المتظاهرون يوم وليلة أمس
بحرق الكثير من الإطارات في مناطق مختلفة، بحيث شكَّل الدخان المنبعث حلقة سوداء تلف
أجواء المدينة من جميع جوانبها، ونظرا للضرر الكبير الذي تولده هذه الممارسة
الخطيرة أود أن أعلم أبنائي وإخوتي المتظاهرين بخطورة هذا العمل عليهم قبل غيرهم:
يُولِّد حرق
الإطارات الكثير من الدخان الكثيف والثقيل الذي يلبث في الهواء مدة طويلة، والحامل
لمواد كيميائية شديدة السمية، تترك أثرها على الإنسان والطبيعة.
ومن أولى
مخاطر هذا الدخان أن له قدرة كبيرة على إحداث طفرة جينية لدى الإنسان، تزيد بنسبة ستة
عشر ضعفا مقارنةً مع احتراق الخشب. فضلا عن ذلك يؤدي حرق الإطارات إلى الإصابة بالصداع
والغثيان وتهيّج العينين وحساسية الجلد، ويترك آثارا وضحة على الجهاز التنفسي، ولاسيما
لدى كبار السن والمصابين بالربو، لأن الدخان المنبعث من حرق الإطارات يحتوي على
أول أكسيد الكربون وغاز السيانيد وغازات أخرى على غرار ثاني أوكسيد الكبريت؛ الذي
يؤثر على نمو الرئتين لدى الأطفال، وفيه نسبة عالية من مجموعة مواد أخرى تسبب
السرطانات مثل البنزوبيرين. ومن آثار الدخان المنبعث انتاجه مادة الأسيد التي تترك
أثرا كبيرا على الطبيعة.
وعادة ما يكون
الأقرب لانبعاث الغازات مثل تواجد المتظاهرين حول مكان الاحتراق، هو الأكثر تعرضا
للكمية أكبر من المواد الضارة نتيجة التلوث المباشر، وإذا طالت المدة، تظهر الآثار
السيئة للدخان كصعوبة في التنفس وحساسية في الجلد وغثيان وسرعة خفقان القلب مباشرة،
فضلا عن عوارض خطيرة أخرى تظهر لاحقا.
لذا وحرصا منا
على سلامة الجميع شعبا ووطنا، ولاسيما المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بالإصلاح ويسعون إلى
الحفاظ على ثروات البلد وكرامته، والذين نحتاج إلى بقائهم سالمين أقوياء، أطالب
بوقف عملية حرق الإطارات فورا، والاستعاضة عنها بأساليبهم الثورية المبتكرة الأخرى،
التي نجح الكثير منها لحد الآن، فذلك أسلم لهم أولا، ولعوائلهم وأبناء شعبهم،
ولقضيتهم وقضيتنا العادلة التي يدافعون عنها نيابة عن الشعب كله.