رائعة الشاعر الواسطي
الكبير التي أهداها إلى أمّه في ذِكرَى رَحِيلِهَا الثَانِيةِ يوم ١٦ شباط ٢٠٢٠
أنَا
الوَريثُ لِدَمعِ الفَقدِ يَا أمّي ..
لا
تَحزَني إن رَمَاني الدَهرُ باليُتْمِ ..
قَدِ
اصطَفَتني الرَزَايا بَعدَما انطَفَأتْ ..
عَيناكِ
عَنّي، وَغَابَ الصُبحُ عَن يومي ..
عَامانِ
مَرّا ، وَنفسُ الآهِ تَحرِقُني ..
وَجَرّدتني
الثِيابُ السُودُ مِن إسمي ..
طَغَى
البَيَاضُ عَلَى عَيني وَمَا وَشلَتْ ..
وَبي
مِنَ الدَمعِ مَا اُبْكِي بِهِ عَظمي ..
بَنَيتُ
لي دَارَ أحزَانٍ، قَضيتُ بِهَا ..
نذورَ
كُلٍّ يَتيمٍ عاشَ بالوَهمِ ..
وَما
قَضَيتُ نذُورًا كنتُ أكتُبُهَا ..
نَزفًا
مِنَ الدَمعِ والآهَاتِ والكتمِ ..
أنَا
الفَطيمُ الذي عَاثَ الفِراقُ بِهِ ..
وَمَا
انجَلَتْ مزنَةُ الحِرمَانِ مِن غَيمي ..
أنَا
الكسِيرُ وَحُزنُ اليُتمِ شَتّتَني ..
وَدافَ
لي خِنجَرَ الآهاتِ بالسّمِّ ..
أتَسمَعينَ
صُرَاخي، لَهفَتي، وَجَعي ..
وَبَحّةَ
الحُزنِ لَو نَادَيتُ يَا (أمّي) ..
مِنذُ
ارتِحَالِكِ، وَالحِرمَانُ يَهزِمُني ..
وَ
عوَديِ الهَشُ لا يَقوَى عَلَى الهَزمِ ..