إلى المرأة سيدة كل
الأعياد،
المرأة الأم والأخت
والزوجة والبنت والصديقة والحبيبة
وشريكة الوجود
ارتبط التصور الديني الأول في حياة الإنسان
البدائي بعبادة الأنثى.. كانت المرأة بالنسبة لإنسان العصر الحجري القديم وهو ما
يعرف بالعصر (البليستوسيني) الأعلى من عام 100 ألف لغاية عام 10 آلاف قبل الميلاد,
كانت المرأة آنذاك موضع حب ورغبة، وخوف ورهبة.. من جسدها تنشأ حياة جديدة ومن صدرها
ينبع حليب الحياة، وخصبها هو خصب الطبيعة التي تهب الزرع وثمار الشجر، وعندما تعلم
الإنسان الزراعة وجد أن الأرض مثل المرأة تحبل بالبذور، فاعتقد أن وراء الطبيعة أنثى
كونية عظمى هي منشأ الأشياء، عنها تصدر الموجودات وإلى رحمها يؤول كل شيء كما صدر.
بعد هذا التاريخ بدأ العصر الذكوري
وزمن سيطرة الرجل الذي تربع على رأس الهرم السلطوي، ومع ذلك كانت هناك آلهات كثر
ففي حضارة سومر كانت الإلهة (نمو) إلهة البدء والمياه الأولى و(إنانا) إلهة الخصب
والنماء.
وفي حضارة بابل كانت الإلهة (نتخرساج) الأم الأرض
و(عشتار) المقابلة لـ(إنانا).
وفي كنعان كانت الإلهة (عناة) و(عستارت).
وفي مصر كانت الإلهة (نوت) و(ايزيس) و(هاتور)
و(سيخمت).
وعند الإغريق (ديمتر) و(جيا) و(رحيا) و(ارتميس)
و(افروديت),
في كل هذه الحضارات كانت المرأة سيدة
التناقض، كانت ربة الحياة وآلهة خصب الطبيعة، وهي ربة الهلاك وربة الحرب، كانت الأم
الحانية راعية الحوامل والمرضعات، وهي البوابة المظلمة لالتهام جثث البشر، كانت القمر
المنير وكوكب الزهرة، كانت النور ورمزها الشعلة الأبدية، وهي الظلمة، هي القاتلة، كانت
الشافية، والعذراء الأبدية والأم المنجبة، والبتول وكانت البغي المقدسة، وربة الحكمة
وكانت سيدة الجنون.
ومثلما هي في الحضارات كانت المرأة في
الديانات القديمة إلهة غالبا، حيث كانت المرأة إلهة الأرض والأمومة والحب والأسرة.
وإلهة الحرب والموت والهلاك والشفاء.
وإلى يومنا هذا لا زالت هناك ديانات
تعتقد بإلوهية المرأة المقدسة كما هي (شاكتيسم) لدى إحدى طوائف
العبادة الهندوسية الثلاث الرئيسية، و(فيشنو) (Vishnu) في الديانة البوذية، و(شيفا) (Shiva) في الديانة التبتية.
المرأة التي وصفت بأنها خلقت من ضلع
أعوج تربعت على مر التاريخ على قمة التطور البشري وتحمل مسؤولية الحفاظ على الجنس
البشري، وحملت سيف الحقيقة تدافع به ضد همجية المخلوقات الأخرى ومنها الذكر الذي
آمن منذ القدم أنها مجرد وجبة يمكنه التهامها ليسد نهمه النزوي، مع اعتقاده أنها
آلهة يقدم لها فروض الطاعة.
إن المرأة هي شريكة الرجل في الوجود وعليه أن ينظر إليها مثلما ينظر إلى نفسه، فإذا كان يرمن بأنه يتربع على قمة الرقي من بين جميع المخلوقات، فعليه أن يؤمن أنه ما كان ليحقق هذا النصر إلا بمساعدة المرأة وهي إن تأخرت عنه بضع خطوات فذلك لأنها كانت ترتكز خلفه تسنده وتدفعه من أجل أن يتقدم.
إن المرأة هي شريكة الرجل في الوجود وعليه أن ينظر إليها مثلما ينظر إلى نفسه، فإذا كان يرمن بأنه يتربع على قمة الرقي من بين جميع المخلوقات، فعليه أن يؤمن أنه ما كان ليحقق هذا النصر إلا بمساعدة المرأة وهي إن تأخرت عنه بضع خطوات فذلك لأنها كانت ترتكز خلفه تسنده وتدفعه من أجل أن يتقدم.