08‏/05‏/2020

سوسيولوجيا الأدب في أشعار الدكتور صالح الطائي








عنوان الدراسة سوسيولوجيا الأدب في أشعار الدكتور صالح الطائي
الباحث: جمال غافلي ماجستیر اللغة العربیة  وآدابها بجامعة إیلام
الاستاذ المشرف الدکتور  پیمان صالحي
الاستاذ المشرف المساعد الدكتور  محمدرضا شیرخاني
جامعة إیلام/ کلیة الآداب والعلوم الإنسانية/ قسم اللغة العربية  وآدابها

الملخّص
سوسيولوجيا الأدب مجال جديد وخصب في حقول الدراسات الأدبية التي حظيت باهتمام الباحثين والناقدين؛ وهي دراسة علمية تنظر في فحوى الأثر الأدبي ومدی علاقته بجوانب الحياة الاجتماعية الأخرى. سوسيولوجيا الأدب أو المنهج الاجتماعي للأدب، علمٌ يدرس المجتمعات الإنسانية وظواهرها الاجتماعية ويسهم مساهمة جليلة وفعّالة في تتبّع مشاكل الفرد والمجتمع، وقد يناقش الحلول في نفس الوقت؛ وهو منهج يربط بين الأدب والمجتمع في شتّی المجالات ومختلف المستويات، ويدرس العلاقة بين المجتمع والأدب، باعتباره انعكاساً للحياة. إنّ القضايا الاجتماعية كانت –ولا تزال- تُعتبرمن أهمّ هواجس الإنسان الملتزم بتطوير مجتمعه منذ القدم، كما كانت محط اهتمام الشعراء.  هذا الحقل يربط البُنى الشعرية بالوضع الاجتماعي والسياسي في عصر الأديب. في هذا السياق وجدنا مجموعة «نوبات شعرية» لصالح الطائي الشاعر العراقی المعاصر، تعكس قضايا اجتماعيّة وظروف سائدة في بيئة الشاعر. هذه المجموعة تحتوي على قصائد وطنية، وقصائد اجتماعية، ومع أنّ النصوص الوطنيّة تغلب علی غيرها، لكننا نلاحظ انتشار المضامين الاجتماعية حتی في القصائد المخصّصة للوطن والعشق مما يدلُّ على انشغال الشاعر. الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية المتدهورة في المجتمع العراقی دفعت الشاعر إلی تناول القضايا الاجتماعية في نتاجاته الشعرية. هذه الدراسة تهدف إلى تمحيص الثيمات الإجتماعية في المجموعة الشعرية المذكورة، وتبيّن أهمّ الظواهر والهواجس التي شغلت بال الشاعر وفقاً للمنهج الوصفي – التحليلي. وقد اعتمدنا في تحليلنا للنصوص علی مناهج سوسيولوجيا الأدب وذلك من خلال اعتمادنا علی مصادر اجتماعية – أدبية. وقد وصلنا إلى نتائج مفادها أنّ الطائي عبّر عن رؤيته الاجتماعيّة من خلال تركيزه علی صورة البلد المأساوية. وقد أشار إلی بعض الجرائم التي حلّت بالشعب العراقي وخلّفت وراءها الكثير من الضحايا. والشاعر لايعيش منطويا علی نفسه وإنّما يعيش لمواطنيه فلا ينسی مصائب المجتمع وآلامه، حيث أصبحت رسالته رسالة إنسانية سامية.
الكلمات الدلالة: سوسيولوجيا الأدب، مظاهر اجتماعية،  العراق، صالح الطائي
المقدمة
إنّ العلاقة الوطيدة بين الأدب والمجتمع تشكّل همزة وصل، بإمكانها رسم المناخ السائد في المجتمع طوال مختلف الحقب الزمنية. تميزت الدراسات السوسيولوجيا للأدب منذ انطلاقها التاريخي، بطابعين مميزين. فهناك دراسات اتّخذت طابعا تأمّليا مع الأبحاث الفلسفية كما هو الشأن مع افلاطون وأرسطو وكارل ماركس، وهناك دراسات اتّخذت طابعاً علميا، فاستهدف بذلك دراسة الظاهرة الأدبية في إطار سوسيولوجي علمي. فلقد أخذت الصلة بين الأدب والمجتمع، طابعاً تأمليا فلسفيا قائماً علی مفهوم المحاكاة (حمداوي، 2015: 10) فمن هذا المنطق، سوسيولوجيا الأدب حقل من الدراسات المتداخلة التي تقوم بدراسة تأثير البُنی الاجتماعية في إنتاج النصوص الأدبية. من هنا يمكن القول بأنّ الآثار الأدبية لم تتكوّن من فراغ ومن دون أرضية مسبقة، بل إنّها تری النور وسط أجواء اجتماعية محيطة بها، ونظراً إلى المقولة التي تقول بأنّ الشاعر نتاج عصره وابن بيئته دوما، فنرى تأثيره بالمجتمع ومختلف القضايا الاجتماعية .تمثّل مفاهيم وأسس علم الاجتماع آليةً لتقييم وظائف النصوص الأدبية اجتماعيا. فــ"علم اجتماع النص أو سوسيولوجيا النص هو المنهج الذي يدرس المجتمع في النصوص الأدبية أو يقرأ المجتمع داخل النص أو بتعبير آخر هو معرفة الطريقة التي يتفاعل بها النص الأدبي مع المشكلات الاجتماعية والتاريخية علی مستوی اللغة" (زيما، 1991: 171). يمكن القول إنّ سوسيولوجية الأدب تتعامل مع الظواهر الأدبية تعاملاً اجتماعيا فهماً وتفسيراً وتربط الأدب بالمؤسسات الاجتماعية، وترصد مختلف العلاقات المباشرة وغير المباشرة التي تتصل بالمجتمع. هذه الدراسة رغم أنّها حديثة العهد لتكن تدرس القضايا الاجتماعية وتتبين علاقتها بالأدب بشكل واضح وملموس. "أمَّا الدراسة السوسيولوجية للأدب، بمفهومها الحقيقي، فهي حديثة العهد وما زالت منجزاتها متواضعة حتی وقتنا هذا، ويمكن وصف هذا المجال بأنه وجهة نظر أو موقفا معينا تجاه الأدب» ( حجازی، 2007: 31).
تشكّل القضايا الإنسانية والشعبية دائرة اهتمامات صالح الطائي الشاعر العراقي المعاصر وهواجسه، فيظهر في نصوصه نوعا  من الشعور بالمسؤولية قلّ نظيره، أمام الوطن وظروفه. والسبب يعود إلى تأثّره بالمجتمع وما يتعرض له من تغييرات فـ "ليس من شك في أن رؤية كل شاعر للإنسان تختلف عن غيره من الشعراء، اذ يستحيل على أیِّ شاعر أن يكتب عن كل جوانب الإنسان Kفهو لا يرى فيه إلّا ما يستشعره في نفسه عن أحاسيس وعواطف وأفكار" (هدارة، 1990م: 167)، فلو ألقينا نظرة على ديوان الطائي لرأينا النظرة الإنسانية المنبثقة عن حب الإنسان العراقي، بوضوح وجلاء في نصوصه. الباحث والمفكر الاسلامي صالح الطائي لم يغفل عن هموم شعبه والقضايا الاجتماعية التي تحيط به. يقول عنه الدكتور رحيم الغرباوي: " وحين نقرأ مجموعة الباحث الإسلامي الدكتور صالح الطائي نجده متأثّراً كثيراً بالأحداث  التي داهمت بلدنا العراق، فنراه يجيب عنها بردود فعله وقناعاته التي حددتها مسيرة حياته، وقناعة معتقدة تجاه الواجب الديني وواجبه الوطني، وإن كانت أغلب قصائده تسودها التقريرية إلا أنّها عبّرت عن شعوره الداخلي الصادق تجاه وطنه، ومجتمعه، وذاته". (الطائی، 2017م: 13و14).
       جاءت هذه المجموعة في وقت متأخر وذلك بعد نضوج الشاعر العلمي وإلمامه بالقضايا الاجتماعية والدينية والفلسفية، فهذه الخلفية الخصبة انعكست في المجموعة بشكل جليّ. أمّا بالنسبة لشاعر في هذه المجموعة واصدارها المتأخّر فنراه يقول: "وبعد التغيير في عام 2003م والأحداث الدموية المؤسفة التي رافقته، يوم بدأت الأحداث تعصف بوطننا العراق وعالمنا العربي والعالم كله، فأخذت تعتصرني، فتحيلني لهباً يتشظّی قهراً، وبدل أن أسكب الماء لأطفئ ناري، تحشدت رؤاي مزمجرة، لتتحوّل إلی شعر أو ما يشبه الشعر، يزاحمني ليری النور، واكبته وكتمته لكي لايشغلني عن أهدافي المرسومة، لكنه مع هذا وذاك كان يتشيطن بل يتعفرت، وينط خارجاً بين حين وآخر. وأغلب تلك القصائد جاءت ردات فعل مفاجئ، فكانت مفاجئة، ومن هنا ستجدونها وكأنّها مجرد محطات وجع سرمدي، بعثتها في خاطري نوبات من الغضب القهري، فكانت وليدة الارتجال وبنت لحظتها، فأخفيتها حينا، وأعلنتها حينا آخر..." (المصدر نفسه: 5و6) . يقول الدكتور رحيم الغرباوي: "إنّ تهجّدات شاعرنا، وبوحه تجاه مجريات الأحداث التي مرّ بها يجعلنا نتيقن أنّ شعره من صلب المجتمع؛ لذا جاءت قصائده مباشرةً وكأنّه يريد أن يبق رسائله وتجاربه إلی قرّائه، كماهو بحثه العلمي في مؤلفاته الكثيرة، إذ تلامس أشعاره قلوبهم؛ لما فيها من شعور صادق تجاه نفسه والوطن والمحيط من حوله" (المصدر نفسه: 18)

ضرورة البحث وأهدافه
هذا البحث الموسوم  بـ "سوسيولوجيا  الأدب في اشعار صالح الطائي" يقوم بدراسة أشعار الطائي الشاعر العراقي المعاصر. وما دفعنا لاختيار هذا الموضوع هو الإطلاع علی جانب من الشعر العراقي الحديث وتجسيد مدی الظلم الذي تعرض له أبناء العراق وتداعيات الاغتراب التي باتت سمة بارزة في تراث الشعراء. فقد اخترنا الشاعر صالح الطائي محوراً لهذه الدراسة باعتباره شاعراً مغتربا مضطهداً.
بما أنَّ صالح الطائي شاعرٌ فحل من جهة وأنَّه لم يكتب حول أشعاره أطروحة أو مقالاً من جهة أخري، فعلی هذا تعريفه إلی طلاب اللغة العربية وآدابها، أمرٌ هامّ. صالح الطائي له قلمٌ مثيرٌ للاعجاب فی مواضيعه الاجتماعية والسياسية وكان له أثرٌ كبير فی توعية العراقيين. إضافة إلی ذلك تعتبر المواضيع الاجتماعية والسياسية من أهم القضايا بين جميع الدول وبالنظر إلی الحساسية الكبيرة لهذة القضايا في العصر الحالي يعتبر فحص هذه المواضيع أمراً ضروريا.

أسئلة البحث
1-ما المظاهرالمختلفة للموضوعات الاجتماعية والسياسية في أشعار صالح الطائي؟
2- ما السبب الرئيسي في كتابة القصائد ذات المواضيع الإجتماعية والسياسية في اشعار الشاعر المذكور؟
3- ما أسلوب صالح الطائي في التعبير عن المحتوی الاجتماعي والسياسي؟

منهج البحث
تم إجراء هذا البحث مستفيداً من المنهج الوصفي- التحليلي وإنّ الشاعر يحمل أفكارا متقدمة وملفتة حول القضايا الاجتماعية التي تدور في بلده. ويؤكد علی تأسيس مجتمعٍ يخضع للأسس الحديثة. ومن خلال بحثنا في سياق هذا الموضوع لم نعثر علی دراسة تعالج شعره فنياً من منظار سوسيولوجي، فهذه الدراسة تركز علی قضايا اجتماعية تناولها الشاعر في تجربته. 

خلفية البحث
وفق الأبحاث التي أجريناها حتی الآن لم نعثر علی أی أطروحة او مقالة تحت عنوان سوسيولوجيا الأدب في أشعار صالح الطائي. لكن الدراسات التي تناولت موضوع سوسيولوجيا الأدب فهي كالتالی:
مقال لـ "رسول بلاوي" وآخرين طُبع في مجلة اللغة العربية وآدابها، عام 1437هـ  الذي يحمل عنوان "تجلّيات الأنسنة في أشعار نازك الملائكة وبروين اعتصامي من منظار سوسيولوجية الأدب" يتطّرق البحث إلی ظواهر الأنسنة وأبعادها التي تجلّت بكثافة ملفتة في شعر الشاعرتين نازك الملائكة وبروين اعتصامي. وفي هذه الدراسة حاول المؤلفون أن يقارنوا بين هذه الصور الإنسانية المشتركة بينهما من منظار السوسيولوجية الأدب. هذه الدراسة تهدف إلی تمحيص القواسم الاجتماعية المشتركة في نتائج هاتين الشاعرتين وتبين أهم الظواهر والهواجس الإنسانية التي شغلت بالهما. ايضاً مقال آخر لـ "آزاده منتظري" طبع في مجلة إضاءات نقدية (فصلية محكِمة) عام 2016م. يحمل عنوان " قراءة سوسيولوجية في تجديد أبي نواس الشعری". الذي قام باستقصاء دعوة أبي نواس التجديدية من منظر سوسيولوجيا الأدب واستهدف دراسة أحكام هذه المنهجية الحديثة من خلال المقدمات الطلية في بعض المدائح النواسية وقياسها بالعناصر المستحدثة في فواتح بعض قصائده الأخری، مضافاً إلی معالجة أسباب ظهور هذه النزعه الأدبية في تلك الفتره التي عاش فيها أبونواس. كما نشر قصي الحسين كتاباً بعنوان "سوسيولوجية الأدب" الصادر عن منشورات الهلال في بيروت عام 2009م وتناول في قضايا خاصة بسوسيولوجية الأدب. أيضاً كتاب آخر يحمل عنوان "سوسيولوجيا الأدب والنقد" للكاتب جميل حمداوی نُشِر في مكتبة المعارف بالمغرب وقد بين الكاتب فيه تأثير وتأثر المجتمع والأدب بعضهما ببعض.
الظروف الاجتماعية في العراق المعاصر
لا شك أنّ التعرّف على الأوضاع الاجتماعية العراقية سيوفّر لنا قدراً من إمكانية التعرّف على مدى تأثّر الشاعر بأحداث المجتمع وظروفه الخاصة. يحاول الطائي في ديوان "نوبات شعرية" أن يقدّم صورة أقرب إلی الواقع عمّا يدور في المجتمع العراقي. وإنّنا في دراستنا السوسيولوجيا لهذا الديوان ارتأينا أن نقدّم نبذة عن هذه الأحداث التي مرّ بها البلد حتی نتمكن من التطبيق والتحليل بشكل أدقّ.
تعرَّض العراق طوال تاريخه إلى أحداث جسيمة منها أنقلاب أحمد حسن البكر العسكري، حيث ترك هذا الانقلاب تأثيره على حياة شعراء العراق المعاصرين، وقد واجهت هذه الثورة، سخطاً على مستوى الشارع العام. ومنذ عام 1968 م تولّى أحمد حسن البكر قيادة العراق، فهيمن حزب البعث على العراق وخلّف استبدادا خانقا. إنّ قادة البعث لم يمتلكوا المكانة الاجتماعية بين المواطنين، فللحفاظ علی مكانتهم السياسية قاموا بالقمع والكبت، ووضعوا قوانين عنيفة، وحذفوا كل صوت معارض، من جهة أخرى سلّم أحمد حسن البكر كلَّ صلاحياته عام 1979 إلى صدام، وشنَّ صدام طوال حكمه حربين على إيران والكويت، تركتا ورائهما خسائر مادية وروحية فادحة. (نعمتي قزويني وايشاني 1392ش:133) أخيرا وبعد الغزو الأمريكي وحلفاءهم ضدّ العراق عام 2003 م سقطت حكومة صدام، ودخلت العراق في مرحلة جديدة من الحرب، والكفاح والنضال، وقد تركت هذه الأحداث الأليمة وما بثبه الغزو الأمريكي، فضلا عن تفشي النزاعات الطائفية بدعم من جهات تخريبية تأثيراً كبيراً على حياة العراقيين الاجتماعية، والتأثير التراكمي نفسه خلّف وراءه تدهورًا اجتماعيّاً ملحوظا طالما أن كل بناء بناء كان يجابه بمشاريع تخريبية من داعش. وأهمّ سمات هذا التدهور الاجتماعي في الوقت الراهن هي حالة الإحباط الكبير الذي أصيب به المواطن الذي كان يتوق إلى حرية بلا قيود وليس حرية يقننها المحتل الأمريكي أو تمليها الحكات الإرهابية المتطرفة، ثم ازدياد الفقر والبطالة والتغريب والتهميش بسبب الحرب المستمرة ضد الإرهاب، والمظاهر اللاانضباطية في الشارع وغياب القانون. وفي الواقع إنّ الشاعر يقضي في مثل هذه المرحلة أسوأ أيام حياته، ينعكس تأثيرها على شعره.

نبذة من حياة الشاعر
الباحث والكاتب في الفكر الإسلامي ومقارنة الأديان صالح الطائي، ولد في قضاء الخالص - محافظة ديالى عام 1951. بكالوريوس تاريخ ـ دكتوراه شرف فلسفة/ لاهوت ـ باحث وكاتب في الفكر الإسلامي ومقارنة الأديان ـ شهادة من معهد السلام الأمريكي في تحليل وحل النزاعات. عضو هيئة تحرير مجلة حوار الهمس المحكمة التي تصدر في بريطانيا. له في مجال تخصصه (40) كتابًا ورقيا مطبوعاً ومنشورا، تولت طباعتها دور نشر لبنانية وسورية ومصرية وعراقية، فضلاً عن عدة كتب إلكترونية. ولديه أكثر من (10) مؤلفات مخطوطة. وقد اعتمدت بعض مؤلفاته مناهج مساعدة في الجامعة ومن كتبه: "نظرية فارسية التشيع"، "نحن والآخر والهوية"، "عوالم الحكومة المهدوية، بجزئين"، "خرافة كثرة زوجات الإمام الكاظم"، "جزئيات في السيرة النبوية"، "الحركات المهدوية المدعية"، "ثائر في قرن الدماء؛ سعيد بن جبير"، «الحسن بن علي الإمامة المنسية، بجزئين"، "الإمام الحسن العسكري آخر الممهدين للغيبة"، "أثر النص المقدس في صناعة عقيدة التكفير"، "الناسخ والمنسوخ محاولة لإعادة تراتبية الإسلام" و...
حائز الشاعر على لقب أفضل باحث في واسط لعام 2014 وكرم من قبل مؤسسة المثقف العربي في أستراليا، وكرم من قبل مجلس الوزراء ووزارة الثقافة العراقية ووزارة العلوم والتكنولوجيا والحكومة المحلية في واسط والعديد من الجامعات والمؤسسات والمنظمات العراقية والعربية والأجنبية. ترجمت الكثير من دراساته ومقالاته إلى اللغات الأخرى مثل اللغة الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والصينية. 

السوسيولوجيا أو علم الاجتماع لغةً واصطلاحا
لفظة "سوسيو" «مشتقة من الكلمة اللاتينية(socius) والتي تعني صاحب أو رفيق وفيما بعد أصبحت تعنی الشخص الذي يتّسم بالطابع الاجتماعي. فالسوسيو نقد ظهر كجسر بين الشكل ومضمون النص، بين الشكلية والإجتماعية»  (بحيري، 2004م: 18) ارتبط ظهور علم الإجتماع بدراسات أوغست كونت ، حيث أطلق عليه اسم الفيزياء الإجتماعية تيمناً بالعلوم الطبيعية التي ذاع صيتها في تلك الفترة، ولقد استعان كونت هذه التسميه من خلال كتابات أستاذه سان سيمون ، ثم أطلق سنه 1838 م عليه اسم علم الإجتماع. (عبدالرحمن، 2003م: 44)
«فأوّل من استعمل اصطلاح السوسيولوجيا هو أوغست كونت، إلا أن الفيلسوف الانجليزي "جون ستيورات ميل" استعمل هذا الإصطلاح في إنجلترا خلال الفترة التي عاش فيها كونت، وظهر استعمال هذا الاصطلاح في كتابه المسمّی بـ"علم المنطق" الذي نشره عام 1843م»  (معتوق، 2009م: 11)
تعتبر سوسيولوجيا الأدب أو علم الاجتماع الأدبي، فرعاً من فروع علم الاجتماع العام ويهتمّ هذا الفرع بدراسة الظواهر الفنيّة والأدبيّة في ضوء مقوّمات وظواهر اجتماعيّة؛ فهي دراسة علمية تنظر في فحوى الأثر الأدبي وجوهره في علاقته بجوانب الحياة الاجتماعية الأخرى. سوسيولوجيا الأدب مجالٌ جديدٌ وخضبٌ من حقول الدراسات الأدبية التي حظيت باهتمام الباحثين والناقدين. هذا الحقل يربط البُنى الشعرية بالوضع الاجتماعي والسياسي للعصر المعاش «ويعني هذا أنّ الأدب يعكس المجتمع، أو هو بمثابة مؤسسة مجتمعية كباقي المؤسسات الأخرى التي لها دور هام داخل النسق الاجتماعي، ومن ثمّ فالأدب له تأثير كبير في المجتمع، كما للمجتمع تأثيره الخاص في الأدب. إذاًهناك تأثير وتأثّر متبادل» .(حمداوی، 2015م :4) و«في الحقيقة إنّ سوسيولوجيا الأدب هي دراسة علمية لفحوى الأثر الأدبي وجوهره في علاقته بجوانب الحياة الاجتماعية الأخرى».  (ستوده، 1378ش: 56)
ديوان "نوبات شعرية" يشمل 153 صفحة، وقد قسَّم شاعرنا مجموعته الشعرية (نوبات الشعرية) على ثلاث صفحات: الصفحة الأولى تشمل 66 صفحة من قصائد الوطن، حملت الوطن بقوته على الرغم من جراحه والمخاطر التي دهمته وهو الابن البار الذي يذود بلسانه، فيشجّع الأبناء للدفاع عنه ويمقت الأعداء ويوبِّخ الحكَّام الفاسدين الذين ما ارعوا, ولا استكانوا؛ كونهم بمثابة الوجه الآخر لمن شهر السلاح بوجه الوطن، وبات ينخر بجسده الطاهر، أما الصفحة الثانية فهي قصائده الاجتماعية تشمل 26 صفحة من الديوان، تناول فيها الشاعر المدينة التي آوته بعدما طورد من قبل عصابات الرذيلة والبغي الإرهابية وهجر من بيته، كما تناول موضوعات اجتماعية وإخوانية، أما الصفحة الثالثة، فكانت قصائد غرام متنوعة منها: للوطن وللأهل والحبيبة، بثَّ فيها لواعج اشتياقه وحسرته وتصالحه مع ذاته في بعض قصائده، وتشمل 37 صفحة من الديوان.
مظاهر من سوسيولوجيا الأدب في أشعار صالح الطائي
التغنّي بالوطن
الوطن هو المكان الوحيد الذی يلجأ إليه الإنسان من ضوضاء البلدان والآلام النفسية، يشعر الشخص فيه بالراحة مرتاح البال هادیء الوجدان وتتشكل في ذات المكان هويّته وافكاره. يطلق لفظ الوطن علی: «الأرض أو المكان الذي ينزل فيه الإنسان ويستقر عليه، وتنعقد بينه وبين المكان رابطة قويّة، تتحددّ من خلالها أنشطته الدينية والاجتماعيه والفكرية».  (الربيعي، 2013م: 58)
فالبكاء علی الوطن والحنين والشوق إليه مكنون في نفس الإنسان بل من طبيعته وعلامة الرشد كما قيل:«من علامة الرشد أن تكون النفس إلی مولدها مشتاقة وإلی مسقط رأسها توّاقة».  (الجاحظ، 1982م: 8) والغربة تلك المفردة المكرهة التي طاردت العراقيين علی السير في بلاد المنافی بسبب السياسيات المتخلفة. وكان جزاء من يقف أمام سياسة الطغاة هو الرحيل إلی بلاد المنافی والضياع فی محطّات الغربة والابتعاد عن الأهل والأصدقاء والأحباب، وكذلك الابتعاد عن الأرض الأم الذي نشأ فيه الشخص العراقي. فصارت الغربة تشقّ طريقها إلی نفس هؤلاء الغرباء، وأصبحت داءً لكلّ المغتربين ودواؤ¬ها لقاء النازحين مع أوطانهم واحتضانها.
الوطن هو المحور الذي يسمّيه الدكتور محمد جاهين بدوي «بالحوار الجغرافي الطبيعي». ( بدوي، 2010م: 117و 118). تغنّی به الطائي وأنشد الشعر له علی الرغم من كثرة جراحه، فأخذ يحث الشعب للدفاع عنه والذود عن كرامته، ويمقت الأعداء ويوبّخ بعض الحكّام الفاسدين الذين ما ارعوا، ولا استكانوا؛ كونهم بمثابة الوجه الآخر لمن رفع السلاح بوجه الوطن، وبات ينخر بجسده الطاهر. بدأ الطائي مجموعته بقصيدة عن الوطن جاء فيها:      
سلامٌ على أرض العراق / وأهلهِ / ودجلتيه / والشجرِ / يرقى بزهوك / كلّ من عرقت أصائلهٌ / وطاف حول صرحك .. واعتمر  (الطائي، 2017م: 20)
فهكذا يستفتح ديوانه بتحيته وسلامه علی الوطن الحبيب وعلی أهله وكل ما يمتلك. فبالرغم من كل المحن التي توالت علی العراق إلّا أن أهله الكرام لا زالوا يدفعون الضرّ عن بلدهم ويضحّون بأنفسهم لاستقراره. فنراه يلقي التحية والسلام للوطن الذي باتت تنهش في جسده عسلان الفلوات، ويمزِّق أحشائه شُذَّاذُ الآفاق الإرهابيين, لكنَّه يرى الوطن شامخاً عزيزاً بأبنائه المخلصين الذين ما انفكوا يدافعون عنه؛ كونه البيت الجميل الذي يعتمر حوله أبناؤه لقدسيته التي شرَّف الله أرضه بالعتبات المقدسة، ولتاريخه العريق الذي بنيت عليها أقدم الحضارات وأرقاها. 
وفي قصيدة أخری يقول:
هزي إليك بجذع الوطن / يساقط علينا جنیُّ المحن   (المصدر نفسه:20)
نری الشاعر في هذا المقبوس يتناص مع الآية الشريفة: «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّ»  .  (مريم/25 ) . فإذا كانت النخلة تُساقط رطبااًجنيّاً فقد أصبح هذا الوطن يُساقط عليهم جنيّ المحن.
في هذه القصيدة يتابع كلامه فيبعث السلام علی أرض الوطن:
سلامااًلأرضك يا موطني / سلاما لصرحك / من مأمن / بذلتَ الكثير لنا / كأبٍ مُكرمٍ مُحسن  (المصدر نفسه: 36)
فهذا الوطن الأبيّ بذل الكثير للشعب فكأنّه أب محسن عطوف علی أولاده؛ وقد استحق من الشاعر كل هذا التبجيل والإكرام.
الوطن هو الكيان الذي ينتمي إليه الشخص ويعتبره أساس بدايته ونهايته، وهو الحضن الذي يضم أبناءه ويحتويهم. وهو المستقر والأمان، فهو أغلی ما في الوجود، ولولا وجوده لا تكون للإنسان قيمة، وهو المكان الذی تظلّ الروح تحنّ إليه مهما ابتعدت عنه، ويظلّ الفؤاد يهوی إليه دائماً مهما أحسّ فيه الشخص بالحزن والألم، لذلك يحتلّ الوطن مكانةً كبيرةً في جميع القلوب، كما يشكل التغنّي به والحديث عنه عالماً قائماً بذاته من الكتب والمجلات والأشعار وحتّی في جميع الأديان، ظلّ الوطن يحتلّ اهتماماً كبيرا، ففي الدين الإسلامي مثلاً يعتبر الدفاع عنه واجبا ينال صاحبه الأجر والثواب. فقد كان رسول الله(ص) يجاهر بحبه لوطنه(مكة) ويقول دوماً أمام أصحابه إنّها أحب بلاد الله تعالی إليه وأنّه لم يكن ليتركها لولا أنّ الظروف دعته لذلك، لهذا فإنّ حب الوطن من الإيمان:
وطني ستبقى روضةً/ ملأى بأنفاس الأملْ/ نهواك/ نقطف من محياك القبلْ/ نهواك/ يا وطن الذرى/ ولأكرمين/ ويا رحاب الطيبين/ لسنا نجادل/ في قضاياك التي أوجبتها (المصدر نفسه: 45)
تنبع أهمية الوطن بكونه الملجأ لابنائه، كما أنّه المكان الذي يعطي الإحساس بالأمان والاستقرار والطمأنينة، فمن كان بلا وطن لا يمكن أن يشعر بالأمان كما أنّ الوطن هو مصدر العزة والرفعة وهو الذي يرفع قيمة مواطنيه ويحافظ علی كرامتهم وهو الذي يجمع الأهل والأحبة والأقارب والأصدقاء وهو الروض الذي يتّسع للجميع. الشاعر في هذه القصيدة يتكلّم عن الدفاع عن الوطن بجميع الوسائل، سواءً كانت الدفاع ببذل المال والنفس أو الدفاع بالكلمة. صيانته والحفاظ عليه من يد الأعداء والطامعين. والإخلاص له والوفاء له وعدم خيانته أبداً أو التآمر عليه لصالح الأعداء. وأيضاً الشاعر يشير بالاتزام التام بقوانينه وأنظمته وإطاعة الوطن وعدم إثارة الفتن التی تسبب زعزعة أمنه.

هروب الشّباب من الوطن
لا يرغب الناس عادةً بالهجرة من أوطانهم إلی الخارج، ذلك أنّ الوطن عزيزٌ علی قلب الإنسان ولا يستغنی عنه بحالٍ ولكن ما يرغم الإنسان علی الهجرة بلا شك هي أسبابٌ قاهرةٌ  وتحدياتٌ وعقباتٌ تواجه فئة الشباب في المجتمع الذي له أهدافه وطموحاته المتوقدة والتي قد تختلف من شخصٍ إلی شخصٍ آخر.
يقول الشاعر في قصيدة "من حقِّك يا ولدی" بعد أن هرول الشباب العربي إلى مراكب المجهول التي مخرت بهم عباب البحار القاسية، ثم ألقت بهم في فم موجة غادرة، سلبت أرواحهم وألقت بهم على سواحل صرعى الوهم:
من حقِّك يا ولدي أنْ تهرب/ أنْ تهجرَ أرضَ الأجداد/ أنْ ترحلَ نحو اللاعودة/ أنْ تتركَ خلفَكَ/ دينَكَ ... تاريخَكَ .../ أحلامكَ (المصدر نفسه: 48)
يری الشاعر من جرّاء كثرة المشاكل والمتاعب الموجودة في بلده أن هجر البلد هو من حقّ كل شاب، لكن يشير أخيرا الی المصير المشؤم لهؤلاء الشباب الذين يلقون حتفهم في الغربة أو من أثر الغرق ويعثر علی أجسادهم بقرب الشواطئ.
القتل والإرهاب
في ظلّ الظروف القاسية في العراق، وتتابع الحروب وما خلّفته من تأثير على الأوضاع السياسية والاجتماعية المتدهورة، شعر الطائي بالألّم بكلّ كيانه؛ فمثل هذه الأحداث الحربية المهيبة وما خلّفته من قتل وارهاب وتشرّد أثارت مشاعره، وكوّنت لديه هذه الهواجس الإنسانية والدفاع عن كرامة الإنسان في مواجهة الظلم والاستبداد. إنّه تحدّث عن مشاكل الحرب، ومقتل الناس الأبرياء على يد المستبدّين الطغاة. وقد صوّر الكثير من الأعمال الأرهابية التي قام بها الدواعش في العراق.
في قصيدة موسومة بـ "ناطور باب الجنة" هكذا يصف الشاعر إحساسه تجاه الشباب الذين قتلوا في التفجيرات الإجرامية. «إلى الشباب الذين تمزقتْ أشلاؤهم في التفجيرات الإجرامية، إلى الورود التي خطفها الحقد الأحمق، بعض وجع الروح أهديه لكم، وأعرف أنَّكم مشغولون عنه بغيره». (المصدر نفسه: 42)
لملمتُ جرحكَ/ فناغتني كما في الأمس/ يوم صرتَ تحبو على أوتار قلبي/ لحناً شجياً/ اليوم تعزفُك النعوشُ/ نحو الرمس/ والمعنى الزكيّ/ يا غفلةً يا أنتَ/ والتاريخ يحكيك هوىً (المصدر نفسه: 42)
الشاعر يقول إنّ هذا الشاب الذي كان يعيش بالأمس علی رغم نقصه وحرمانه من أبسط مستلزمات الحياة، اليوم يجب أن يشيِّع جثمانه، وقتل الشبّاب من منظر الإرهابين وفي تفسيرهم هو الجسر الذي يصلون من خلاله إلی الجنة.
ويتابع كلامه في النص الحزين "في غابة أحزاني" الذي يصوّر فيه قتل الأبرياء من أبناء الشعب:
حيث الأرواح الغالية تُذبح/ في طرقات الهمس الصارخ/ حيث الموت الباذخ/ إذ يتشظّی الإنسان بكلّ مكان/ حيث الدنيا لا كالدنيا/ تقتلنا  (المصدر نفسه: 82)
في ظلّ تلك الظروف المتدهورة أنشد الطائي هذه النصوص الطافحة بالألم متأثّراً بالأوضاع الاجتماعية السائدة علی كل طبقات الشعب، فتعرض إلی مناهضة هذا الموت والإبادة الجماعية، وجاهد بلغة الشعر في سبيل دحرها والتصدّي لها. وفي النص التالي يصرّح بكثرة القتل علی أرض الوطن حيث قد ملّ عزرائيل من قبض الأرواح:
عرفتُ بأنّ المولی عزرائيل/ قد ملّ القتل/ وزهق الأرواح/ أرواح الأطفال الرُضّع في طرقات الوطن/ المذبوحين والمدفونين بلا كفنٍ                    (المصدر نفسه: 84)
ولا يخفی أنّ استدعاء الشاعر للأطفال الرُضّع في هذا السياق يشكّل بؤرة دلاليّة مشحونة بالإيحاء، ففي ظلّ الحرب وقساوتها، يتعرّض الأطفال إلی أضرار فادحة منها القتل واليتم والتشريد.
وفي قصيدة "من حقي أن احلم بوطن" يرى الشاعر أن من حقه أن يحلم بوطن تشرق فيه الشمس بهجة ومرحا، أن يُحترم الإنسان  ويعيش  فيه بعزة وكرامة، أن تتعايش فيه الأديان بالأمان والسلم والمحبة، لا أحقاد ولا عداوة. أن تموت الطائفية الخبيثة وشرورها المدمّرة، وأن يسود النور والحق والعدل والإنصاف:
من حقي أن أحلم/ بوطن/ كجميع الأوطان/ يحترم الإنسان/ تتعايش فيه جميع الأديان (المصدر نفسه: 47)
الشاعر بصفته كإنسان يحلم بوطن مستقل كي يَتَسَنّی لجميع الأديان أن تعيش فيه بسلام وأمان و يُحترم فيه الإنسان ولايَجرؤ أحدٌ أن يظلم أحداً.
مجزرة اسبايكر
حلّت بالشعب العراقي جرائم عديدة، وخلّفت وراءها الكثير من الضحايا الأبرياء مما أدّت إلى فقدان الأولاد وترمُل النساء ويُتم الأطفال. فجريمة سبايكر اللإنسانية كانت إحدى الكوارث التي تعلّقت بالذاكرة العراقية. مجزرة سبايكر هي مجزرة جرت بعد أسر طلاب القوّة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية في يوم 12 حزيران/يونيو 2014 م، وذلك بعد سيطرة الدواعش على مدينة تكريت في العراق، وبعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل حيث أسروا 1700 طالب في القوة الجوية العراقية وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت، وقاموا بقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص ودفنوا بعضاً منهم وهم أحياء.
استفتح الطائي قصيدته المعنونه بـ "سبايكر تستفيق" بهذا النص الموازي «لا يمكن لأديب عراقي أن يكتب إلا ويستذكر جريمة سبايكر النكراء التي ارتكبها الدواعش المجرمون بقتلهم أكثر من 1700 شاب عراقي بدمٍ بارد:
سبايكر قفي/ امسحي الدمع/ وانظريهم/ هناك في الأفق البعيد/ إنّهم نالوا طيوف الله/ وأسرجوا كل/ الأغاني/ والأماني» (المصدر نفسه: 21)  
فمن هذه الإطلالة يتبيّن لنا اهتمام الطائي بقضايا المجتمع وما يجري علی أرض الوطن. فعندما يری مثل هذه الأحداث المؤلمة فلا يمسك قلمه فيبقی يسترسل الزفرات ويكتب ما جاشت به قريحته مواسياً أبناء الوطن.
وفي المقطع الثاني من هذه القصيدة ينشد:
سبايكر قفي/ امسحي الدمع عن عينيك/ فالفرح الغامر قادمٌ / يحملُ الطاعات في أنّهاره فرضاً/ احملي السيف يزهر رغم قامات القيود .../ إليك فلتقف المنايا/ لا إلی الآهات/ لا عزماتهم تطفي النشيد./ الأمّ مدرسة/ الشهادة/ والشهيد:/ دللوي يا الولد يا ابنّی (المصدر نفسه: 22)
ففي هذا النص يطلب من سبايكر أن تقف وتمسح دموعها لأنّ الفرح قادمٌ والأمل كبير. وفي هذا السياق يستذكر هذا البيت الشهير  «الأم مدرسة إذا أعددتها / أعددت شعبا طيب الأعراق» كما يستدعي من ذاكرة التراث الشعبي هذا النص الموحي (دللوي يا الولد يا ابني)

فساد السّاسة والحكّام
فحينما يتّصف الأمراء والحكّام والوزراء السابقين في بلدٍ بالقسوة والظلم والاستغلال زيادةً علی فساد منهم أخلاقيا، فتزداد الهوّة اتساعاً بين الناس وحكّامهم، فيفقد الناس ثقتهم بالحكّام ويعلنون سخطهم العنيف علی سياسة الدولة وبعضهم لرجالها. (محمد قباحة، 2008: 24-23)
وفي قصيدة «رسالة إلى ولدي» وضع الشاعر النقاط على حروف الجراح النازفة من سوء فعل حكّام العراق السابقين في جورهم وظلمهم وغياب العقل والرؤية والبصيرة، فتحوّل العراق إلى مشاريع موت وخراب، مشاريع فساد ولصوصية من أبناء الفساد والرذيلة الذين ينامون على وسائد الحرير ويشكون تخمة الإسراف المجنون من المال المنهوب في وقت ينام فيه الشباب فوق الرّماد وعلى أرصفة الوطن، والجياع يشكون بطوناً خاوية، يفتّشون عن الخبز المرّ بينما يكتنز حكامه السابقون الذّهب والدولار من السّحت الحرام، حتى افقروا العراق:
يا ولدي/ لرجالات عهود العصف/ حكام الجور الأوغاد/ مشروع/ للموت/ ضاري الأحقاد/ طعم/ جسر/ مجزرة/ ظلم ببلادك يزداد !/ عسف التاريخ (المصدر نفسه: 31)
وبسبب الحرب الدائمة ضد الإرهاب، ووجود جماعات لا زالت تحن إلى زمن حكام الجور وتعمل على تخريب البلد ترى الأوضاع الاجتماعية وأحوال المجتمع العراقي وكأنها لا تبشر بخير، حيث إنّ شبح الحرمان والفقر مخيّمان على البلاد، والكثير من المفاسد الاجتماعية مسيطرة على المجتمع، وكان ومازال أكثر الناس يعيشون الفقر والحرمان والخواء لأن الغزو الأمريكي دمر البنى التحتية والمصانع والمعامل الضخمة التي كانت في البلد، وشجع الإرهاب على غزو البلد مما استوجب صرف مبالغ طائلة جدا على التصدي له والقضاء عليه كان المفروض أن تصرف على إعمار البلد وتطويره، وشاعرنا صالح الطائي كان ملتزماً وصاحب نزعة إنسانية فلم يستطع أن يتحمّل الفقر والحرمان المسيطرينِ على حياة الناس، وبما أنّه يری أن أعظم أسباب هذا التخلّف والتردّي المعيشي يعود إلی الوضع غير المستقر في البلاد؛ فيبدأ بالبحث عن فقيدٍ يُسمّی الوطن:
أبحث عن فقيدٍ اسمه وطن!/ يأكله الأولاد والفساد والعفن/ لم يبق في ذاكرتي منه/ سوی بقايا من وثن (المصدر نفسه:59)
الشاعر يبحث عن ضالّته التي هي الوطن، والوطن هنا ليس الجغرافية التي يعيش فيها الشاعر بل كل جغرافية العرب التي تكون الوطن العربي، هذا الوطن الكبير الذي أصبح ألعوبةً للطورئ من نوع النهب والفساد، ولَم يبقَ فی ذاكرة الشاعر منه شيئا إلا مظهرا يُذكر. فهذا الوطن المفقود أحاطت به مؤامرات الأعداء المستمرة، ولم يتبقّ منه سوی بقايا من وثن كما يراه الشاعر.
قابعون في قصورهم/ يحيط بهم حراسهم/ أولئك المتخمون/ بالرذيلة/ أولئك الذين سمُّوا أنفسهم بالعرب الحكّام (المصدر نفسه:52-51)
هؤلاء الذين أطلقوا علی أنفسهم حكّام العرب، فهم قابعون في قصورهم، ومنشغلون بأمورهم، يحيط بهم حراسهم، ويمارسون أبشع الرذائل غير مكترثين بشعوبهم وهمومها ومتطلباتها، ولنا مثال في حكم العراق منذ عام 1968 ولغاية 2003م. لم تمرّ مظالم، وقهر، وتشريد، وتفخيخ علی شعب من قِبل حاكم مثلما مرّ علی العراقيين في زمن البعث، إذ أجرت الحكومة السابقة شتّی المظالم في حقّ الناس، وقتلت رجال الشعب، وأثكلت الأمّهات، وأيتمت الأطفال، وجعلت الكثير من الناس ولاسيما الشعراء غرباء إلی أن يهجروا بلدهم ويتشرّدوا في العالم فراراً من الظلم والفساد. فظلم حكّام العهد المباد في العراق وجورهم في حقّ من لا يستحق من المظلومين أنجب الشقاء وأنجز الكوارث العظيمة والأوجاع الوخيمة والآلام الكثيره والتشرّد بين البلدان. وكذلك أدّی إلی أوضاع خانقة جدّاً وحالات تسعة للغاية.

مناهضة الحرب
إنّ الصراعات الإنسانية التي قد تؤدّي إلی الحرب قديمة في تاريخ البشرية، وتكاد تناهز عمر الإنسان علی الأرض فمنذ صدام قابيل وهابيل وهذه الصراعات قائمة؛ وقد جاءت هذه القصة في القرآن الكريم، فقد مدّ هابيل يد السلام إلی أخيه قابيل كرهاً بهذا الصراع والتنازع، إمّا قابيل فرفض أخاه رفضاً باتاً ونشبت أول حربٍ في التاريخ (روشنفكر، 1380: 2). لهذا تُعتبر الحرب حالة استثنائية عند الشعوب، وهي حالة تدمير سريع لما تمّ بناؤه خلال عشرات بل مئات السنوات، فهي حالة تغيير مفاجئ لمسير الحضارة ونمط الحياة وطريقتها. فالحرب تسبّب الخراب وتكون علی نوعين: خراب في الجانب المادي وإحباط في الجانب النفسي للإنسان.
وفي قصيدة "رتل تواشيح الهوى" التي تحدث فيها الشاعر عن سقوط الموصل وغيرها من الأراضي العراقية بيد الدواعش المجرمين الذين اصبحوا يهددون بغداد، لذلك جاءت فتوى الجهاد الكفائي، لتردعهم وتردهم إلي جحورهم مذعورين كالفئران المذعورة من بسالة العراقي الشهم، حتى طهر الأرض العراقية من رجس الدواعش الأوغاد، فقد كتبت حروف النصر الكبير بدم الشهداء الأبرار، وبسالة العراقي الجسور، وكان النصر المبين:
رتّل تواشيحَ الهوی/ فالحشد/ قد رفع اللوا/ والشعب هبّ جميعه ومشی يطهّر نينوی/ الدم كان رسوله/ روّی الحقيقة/ وارتوی/ يا سيّد البلدان/ أنت بكلّ ركن/ مُحتوی/ يا ما حضارات صنعتَ/ وفيك تاريخٌ ثوی/ خسئ الدواعش/ إنّهم/ كلب علی قمر عوی (المصدر نفسه: 25و26)
فهذا المقبوس يدلّ علی دور الحشد الريادي في تحرير المدن بما فيها نينوی فقد رفعوا اللواء ونهضوا للتحرير وناصرهم في هذه المهمة الشعب جميعه. ثم في هذا السياق يشير الشاعر إلی مكانة العراق وحضاراته القديمة، فيعتبه كالقمر وسط السماء/التاريخ ولا يهمّه نباح كلاب داعش.
بيارق النصر التي حملها جيش العراق وجند الله في التحرير يوثقها بنصه الذي يعبر عن نخوة أبناء الرافدين للتصدي لأشرس هجمة بربرية وحشية شهدها العالم وفی القصيدة يشيد ببطولات الحشد قائلا:
يا جيشنا يا باسلاً في حربه/ عمّرتَ صرح الحق نوراً يجتنى/ ورفعت رايات الابا خفّاقةً /فوق الشموس وفي الربوع وأهلنا/ أكرم بنصر لا يزال مواكبا / شرفَ النفوس وبِشرنا في نصرنا / يا حيهلا يا حيهلا يا حيهلا/ فعدوُّنا ذاقَ المرار وما هنا/ سلمت يدُ الحشد المبارك أينما/ قامت عزائمه تباريها القنا/ فالشعب صافـــح سلمنــا وسلامنــا/ والشــعب قد رفع الســيوف لعزّنـا/ يا أيُّهـــا الوطـــن المفــــدَّى إنــنـا/  في لمِّ شملك سائرون وشـــملِنـا/ أســمى فنــارات الحضـــارات التي/ من فجــر ماضينا خلاصــة حلمنـا (المصدر نفسه: 28)     
ففي هذه الأبيات يشيد ببطولات الجيش الباسل في قتاله ضد العدو، وقد رفعوا رايات العزة والكرامة في أعالی البلاد، وأذاقوا العدو المرارة، ولم يعجزوا في مسيرتهم النضالية المباركة. في هذه الأبيات يبدأ الطائي بأسلوب النداء (يا جيشنا يا باسلاً ....)، والنداء يأتي لتحقيق نوع من التواصل بين الشاعر وبين المنادی؛ ويدلّ علی عظمة المنادی ومكانته في قلب الشاعر. فالنداء يشكل نمطا من أنماط الجمل ذات الأثر الأسلوبي اللافت في النص، وهو ظاهرة لغوية محضة، لكنّه يستحيل في القصيدة إلی ظاهرة شعورية، تكثّف أحاسيس الشاعر المتخبّط في حالة من الضياع. (راشد وجمانة داود، 2015م: 57)

الجهل والتخلّف
نحن نرى في قصيدة «نحن أمة العرب» أمة تخلت عن مجدها التليد والكريم، هذه الأمة التي كانت جميلة الرب، سقطت إلى أعماق الحضيض، بعد أن هجرت الحق والعدل، وناصرت الباطل وامتدحت صناع الأكاذيب وتجار الحروب من السماسرة الداعرين، فتهدم كل جميل وعذب، وبرز القبيح يعلن عن وجوده، فضاع كل شيء، وأصبحت أمة ناكرة لمجدها القديم، فتبدلت المعايير وسارت الجموع نحو الحضيض. في ظلّ هذه الظروف السياسية والاجتماعية، وتتالي الحروب، والفقر الناجم عن ذلك، انتشرت مظاهر الجهل والتخلّف. والشعراء لم يصمتوا أمام هذه الأوضاع الخطرة، فحضور أغلبهم في بطن المجتمع ولمسهم معاناة الناس أدّى إلى تقديمهم صوراً صادقة من مشاكل المجتمع.( ناظری ومحمود آبادی،1390ش: 27) والطائي أخذ يعبّر عمّا يدور حوله ويكشف عن أسباب التخلّف الذي لحقَ بهذه الأمة:
اليوم نحن أمة/ نجانب الحق/ وندمن الكذب/ ونربط الصحيح/ من أخلاقنا/ بذي الجربْ !/ نشغل بالسلال عن العنب!/ ونحن ناكرون/ لا نشكر الكريم/ ونكرم اللئيم/ نعشق من يسومنا/ الهوانَ والكُرَب/ فأين منا أمة العرب/ بل نحن منها أعجب العجب (المصدر نفسه: 39-38)
الشاعر يتحدّث عن أمة تبدو عجيبة للغاية، حيث تختلف اختلافاً شاسعاً عن الأمة العربية التی كانت قبلها. هذه الأمة الحديثة تبدو في الظاهر أنّها تقف بجنب الحق لكنها جُبِلَت علی الكذب والغش وتدعم الظالم وتشكره وتنكر كل من يساند المظلوم.

الديمقراطية والحريَة
من ابرز حقوق الإنسان هو حق الحرية، بل هو أصل الحقوق الأخری؛ لأن الفرد إذا صودرت حريتّه لم يعد له مجال أن يتمتّع بحقوقه الأخری، إذ لا يتعقل أن تكون له حقوق في حين أنه في ذاته وشخصه مملوك لغيره. ومن هنا ثبّت الإسلام الحرية وجعلها حقااًمن حقوق الإنسان وسعی لمنحها إيّاه بشتی الوسائل والأساليب المشروعة.  بل نستطيع أن نحصر حقوق الإنسان بحقين رئيسين، منهما تتفرّع الحقوق الأخری، وهما حق الحياة وحق الحريّة، وما عداهما من الحقوق وسائل ومعدات من هذين الحقلين. وفي مرارة الإحباط من بعض نتائج التجربة الديمقراطية يقدم لنا الشاعر نصّااًغاية في الشجن واللوعة (إصبع بنفسجي)..
في السبابة لون بنفسجة/ أقصصْ رؤياك ولن تندمْ/ فمُنا مملوءٌ بالدمْ!/ لا تهتمُّ/ لعمرٍ ولَّى/ عمر حلوه/ مُرٌّ علقمْ/ أقصصْ رؤياك وزدني هَمْ/ فعسى أنْ تفرجَ من كثر الزمْ/ وعسى أصنام اليوم تُحطَّمْ (المصدر نفسه: 62)
إن الاستعارة الجميلة المتقاطعة مع وصية يعقوب عليه السلام «يا بني لا تقصص رؤياك» تستمزج الحلم الجميل بإمكانية بأن شعب العراق مالكاً لأمر نفسه، واصلاً إلى الذرى التي وصل إليها يوسف النبي. ولكن ولفداحة الخسران يستبطن الشاعر سخرية مريرة، واستهانة بما جرى ويجري فيقول: أقصص رؤياك. فما عاد الأمر يهمني وتلك سخرية مرّة مما تؤوّل إليه النتائج.

كرم اهل واسط
وفي قصيدة «يا واسط الخير والكرم» الموجهة إلى مدينته واسط (الكوت) التي احتضنت شاعرنا الطائی بعد أن هاجر إليها أو هُجِّر قسراً يحمل حياته بمرها وحلوها، وما تعرّض له في العهود المظلمة حيث تجرع الويلات. وكذلك الموت كان على بعد ما قلّ من خطوة واحدة  منه، بعد أن خطفه الدواعش ولبث لديهم تحت التعذيب ثلاثة عشرة يوماً مظلما. من هنا أصبح حبه وعشقه لمدينته التي آوته واحتضنته يتعمّق، فبادل أهلها الحب والشوق لأن المدينة وناسها وأهلها الكرام أعلنوا عن كرم أصولهم وأخلاقهم بجمعهم القلوب المعذبة من شتّى الطوائف والأعراق. وكانت (واسط) سيدة الدهور، عاشت في كل الأزمنة الغابرة، وأهملت وعوقبت، ومع ذلك ولم يتنازل أهلها عن طيبة وكرم وشهامة التاريخ، فقد ضربوا مثالاً رائعا في التاريخ والحضارة، واسط يا ضحكة القباب والمنارة.
واسط يا سيدة الدهور/ يا جميلة العصور/ بحضنها غفا التاريخ متُكئا (المصدر نفسه:93)
وفي قصيدة أخری كما قال الشاعر عن نفسه في مقدمة إحدی قصائد ديوانه: «جئتها مهجّرا، فقد حريته يوم خطفوه، وعذّبوه ثلاث عشرة ظلمة ونهاراً، واسترد وجوده عنوةً يوم تحرّر من أيديهم قسرا؛ وهو الذي كان ممدودا علی حافات الموت، ينتظر جزاره أن ينجز عمله. جئتها مخلّفا ورائي تاريخا، وجهدا، وأموالاً، وبيتا، ومزرعة، وذكريات، وأصدقاء وأهلاً، وأقرباء، ومدينة أحبها، وسنينَ أعشقها». (المصدر نفسه:91)
لاشك أن لهذه المدينة التي احتضنت الطائي مكانة عظيمة في شعره وقلبه، فقد وجد فيها أمانا وأملاً للعيش مرة أخری. يقول الشاعر عن هذه المدينة: «جئتها وأنا أظنّ أن لا أرض ستعوّضني عمّا فقدت، وإذا بها واسط النقاء والبهاء والكرم، تفتح ذراعيها؛ لتضمنّي كما الحبيب، وأهلها يفتحون ..» (المصدر نفسه: 91)
في قصيدة للشاعر موسومة بــ "يا واسط الخير والكرم"يستفتح كلامه بهذا البيت:
شكرا لك/ أيّتُها السيّدة الموقّرة/ الحضرية البدوية/ أيّتها السيدة المبجلة/ يا سيّدة الزمن الجميل... (المصدر نفسه:92)
فقد أضفی الطائي أجمل الصفات علی هذه المدينة فهي بمثابة سيدة موقّرة وسيدة مبجّلة وسيدة الزمن الجميل لمكانتها في قلبه، وأخد يستذكر تاريخها العريق، ويعتبرها طيبة الجنوب والتأريخ والحضارة، وقمّة الجمال والبهاء. في هذا النص نری الشاعر يلحّ علی استخدام أداة النداء ليقترب من المنادی ويستلذّ بخطابه لهذه المدينة التي أعادت له نشاطه.
النتائج
- لقد عالج صالح الطائي المجتمع في نتاجاته الشعرية وتطرّق إلی قضايا هامّة في مجتمعه حتی أصبح هذا المجتمع من أساسيات شعره. الأوضاع الاجتماعيّة والسياسية والثقافيّة المتدهورة في المجتمع العراقي دفعت الشاعر إلی تناول القضايا الاجتماعيّة في نتاجاته الشعريّة.
- تطرّق الطائي في ديوانه إلی قضايا اجتماعية وسياسية لمرحلة حسّاسة من تاريخ العراق فندّد بداعش وما ارتكبه من جرائم ضد الأبرياء من قتل وارهاب وتشريد، كما تغنّی ببطولات جيش الحشد الشعبي وما حقّقه من انتصارات ضد الأعداء.
-لقد تجلّت مظاهر سوسيولوجيا الأدب في شعر الطائي. فالشاعر في تجربته الشعرية يتجاوز المألوف ليعبّر عن المظاعر الاجتماعية والسياسية والإنسانية التي تمرّ في بلده، فأخذ يركز بلغته الشعرية علی ظواهر اجتماعية كالحرب والجهل والتخلّف في المجتمع.
- لا يهمل الشاعر قضايا اجتماعية المؤلمة ابتلی بها المجتمع كالفقر، جهل والتخلّف، وفساد الساسة والحكّام. إنّ قصائد الطائي نغمات متصاعدة من قلب متألّم قد تجرّع المشاكل والآلام، واكتوی بنار الظلم والاضطهاد. وكان يطمح أن يری بلده العراق يتخطّی هذه المرحلة ويلتحق بالعالّ.
- يلقي الطائي نظرة فلسفية متأنيّة على قضايا المجتمع العراقي، ويركّز على قضايا ذات صلة بالحياة والكينونة فيتعامل معها بخلفية عقلية نابعة من نتاجاته العلمية السابقة.
 - إنّ الشاعر لا يعيش منطويا علی نفسه وإنّما يعيش لمواطنيه فلا ينسی مصائب المجتمع وآلامه، حيث أصبحت رسالته رسالة إنسانية سامية، يسعی من وراءها إلی إزالة الحواجز التي تحوّل بين أبناء شعبه وبين شعوب العالّ، فيريد لشعبه مثل ما تنعّم به الشعوب الأخری.
قائمة المصادر-  القرآن الكريم
-بدوي، محمد جاهين (2010م). العشق والاغتراب في شعر يحيی السماوي. دمشق: دار الينابيع.
- بحيري، حسن (2004م). مدخل إلى علم لغة النص، القاهرة: مكتبة زهراء الشرق.
 -الجاحظ، أبوعثمان عمرو بن بحر(1402هـ/1982م). الحنين إلی الأوطان. الطبعة الثانية، بيروت: دار الرائد العربي.
-حمداوي، جميل (2015م). سوسيولوجيا الأدب والنقد. مغرب: مكتبة المعارف.
-حجازي، سمير (2007م). قضايا النقد الأدبي المعاصر. القاهرة: دار الآفاق العربية.
-الربيعي، احمد حاجم (2013م). الغربة والحنين في الشعر الأندلسي.الطبعة الأولی، بيروت: الدار العربية للموسوعات.
-زيما، بيير (1991م). النقد الاجتماعي نحو علم اجتماع النص الأدبي. ترجمة: عايدة لطفي، القاهرة: دار الفكر.
-ستوده، هدايت الله  (1378ش). جامع شناسي در ادبيات فارسي. طهران: آواي نور.
-الطائي، صالح (2017م). نوبات شعرية.  ط 1، سوريا: دار ليندا للطباعة والنشر والتوزيع.
-عبدالرحمن، عبدالله محمد (2003م). علم الاجتماع النشأة والتطور. الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية.
-معتوق، جمال (2009م). علم الاجتماع في الجزائر من النشأة إلى يومنا هذا. الجزائر: دار بن مرابط.
 -محمد قباحة، محمد عبدالمنعم، (2008م). « الغربة والحنين إلی الديار في الشعر العصر العباسي الثاني« رسالة الماجستير، جامعة الخليل.
-هدارة، محمد مصطفي (1990م). الإنسان في شعر نازك الملائكة، الكويت: شركة الربيعان لنشر والتوزيع.
-روشنفكر، كبری (1380ش). « بازتاب استعمارستيزي وسداري از صلح در آثار امين الريحاني«. مجلة مدرس علوم انساني، پژوهشگاه علوم انساني ومطالعات فرهنگی، المجلد 5، العدد 3، خريف، صص 45-67.
-راشد، ذياب؛ وجمانة، داود ( 2015م). « السمات الأسلوبية في قصطدة بلقيس لنزار قباني«. مجلة دراسات في اللغة العربية وآدابها، جامعة سمنان، العدد 20، صص 51-70.
-ناظري، حسين؛ ومحمود آبادي، معصومه (1390ش). «آسيب¬هاي اجتماعي از ديدگاه جميل صدقي الزهاوي»، مجلة نقد أدب معاصر عربي، دانشگاه يزد، سال دوم، شماره اول، صص81 – 102.

-نعمتي قزويني، معصومه ؛ وايشاني، طاهره (1392ش). «بررسي سنجشي مضامين سياسي اشعار سپيده كاشاني ونازك الملائكه». مجله ادبيات پارسي معاصر، پژوهشگاه علوم انساني ومطالعات فرهنگي، سال 3، صص 125-152