يعيش السياسيون
العراقيون حياة ترف ونعيم لم يروها في كل حياتهم، وكل ما لديهم اليوم لم يرثوه عن
آبائهم ولم يكسبوه بجدهم وجهدهم ومثابرتهم وسعيهم، وإنما جاء من مصدرين:
الأول: الكسب الحرام
عن طريق الفساد المالي والسرقة والرشاوى.
الثاني: الرواتب
الضخمة التي حددوها لأنفسهم بأنفسهم؛ والتي تبلغ أضعاف ما يتقاضاه أي موظف في
العراق.
وهم مع هذا وذاك لا
يلتفتون إلى معاناة العراقيين وحاجاتهم وطرائق عيشهم، حيث يتفشى الفقر والمرض
والجهل.
ولو كانت لدى
السياسيين العراقيين بكل أصنافهم وأنواعهم وألوانهم واتجاهاتهم ومذاهبهم، لا
أستثني منهم أحدا؛ ذرة واحدة من الغيرة والشرف والإحساس لما بقي واحد منهم في
منصبه؛ وهو يرى كيف يعيش أبناء الشعب المقهورين..
إن الدخل السنوي
لأفقر واحد من السياسيين يكفي لإسكان آلاف العوائل مثل هذه العائلة العراقية في
الصورة...
وما يصرفونه على
جرائدهم ومجلاتهم وقنواتهم الفضائية ومؤتمراتهم ومقرات أحزابهم المنتشرة في
المحافظات ونشاطاتهم وأتباعهم يكفي لإشباع آلاف العوائل التي تبحث عن مصدر طعام في
مكبات القمامة.
لكن لا السياسيين
اهتموا بحالهم، ولا هم رفعوا عقيرتهم يطالبون بحقوقهم، بعد أن بدأ هذا الجناح يخاف
من سيطرة الجناح الآخر على الحكم، وذاك الجناح يسعى ليعيد سطوته على الحكم مثلما
كان، ففقد المواطن المسكين من هذا الجناح وذاك ثقته، وظن أن أهل جناحه أستر له على
كل حال.
أما انتم أيها
المتعجرفون الفاقدون للإحساس فافرضوا أن فقراء الجناحين سكتوا عنكم على مضض لأن
أيديهم قصيرة، وهم من أمرهم في حيرة، لكن هل تعتقدون أن الله تعالى سيسكت عنكم،
ويتجاوز عن تقصيركم وإهمالكم للشعب وانشغالكم بمتعكم؟
تبا لمن كان قبلكم وتبا
لكم
تبا لمن جاء بكم
تبا لمن ينتخبكم