بسبب الأزمة الدستورية التي مرت بها روسيا عام 1993، بشأن الإصلاحات وسبل
بناء الدولة الجديدة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، حدث صدام مسلح بين أنصار مجلس السوفيت
الأعلى (البرلمان) الذي كان يترأسه (روسلان حسبولاتوف) وقوات الشرطة والأمن والجيش؛
التي حركها الرئيس الروسي (بوريس يلتسين)،
لأن رئيس البرلمان حسبولاتوف وبالتعاون مع (روتسكوي) نائب الرئيس يلتسين، أعلن الإطاحة
بالرئيس يلتسين. ومن جانبه أصدر الرئيس يلتسين مرسوما رئاسيا بحل مجلسي السلطة
التشريعية الروسية وهما مجلس السوفييت الأعلى ومؤتمر نواب الشعب.
خلال الأزمة وفي حركة تصعيدية، نظم أنصار حسبولاتوف وروتسكوي مسيرات حاشدة
في موسكو، اتجهت إلى مقر البرلمان الذي يرابط عنده الأعضاء، ثم استولى المتظاهرون على
مبنى بلدية موسكو، وقاموا بمحاولة فرض سيطرتهم على محطة التلفزيون المركزية . ومن
جانبه وردا على هذا التصعيد، أعلن الرئيس يلتسين الطوارئ في البلاد، وادخل قوات
الجيش إلى المدينة، ثم قامت القوات الروسية بمهاجمة مبنى البرلمان بالدبابات
وأحرقت أجزاء منه.
وخلال الأزمة من 21/9 ولغاية 54/10/ 1993 سقط زهاء مائتي قتيل، وجرح ما لا
يقل عن 1000 آخرين.
وقد سمعنا عن طريق غير رسمي إن وحدات من القوات الأمنية العراقية، أرسلت
لتطويق بناية البرلمان؛ الذي يعتصم بداخله بعض الأعضاء الرافضين للمحاصصة والداعين
إلى الإصلاح في صحوة ضمير جاءت متأخرة.
فهل يعيد التاريخ نفسه، وتحصل مذبحة برلمانية في العراق كما حدثت في روسيا؟
أم أن حراكنا السياسي مثل نار القصب تهب ثم سرعان ما تنطفئ فلا تترك سوى أثرا من
دخان وبعضا من رماد وكثيرا من الضوضاء؟