أترحلين؟
صالح الطائي
حينما يشعر المرء أن جميع الأبواب غلقت أمامه ولم تعد هناك سوى كوة من يلج
من خلالها لا يمكن أن يعود إلى حيث كان أبدا، أشعر أن أصعب ما يمكن أن أعيشه لحظة
وداع, وداع الإنسان نفسه.
تريدين الرحيل؟
أحقا تريدين الرحيل؟
أترحلين بعد كل تلك السنين؟
بعد أن ضاع عمري على مقلتيكِ
وسفحت عمرا على شفتيكِ
بعد أن كنتُ كلي إليكِ
إليك عني لا تزيدي همومي
من قال إني أطيق فراقا
أنا من أفنيت عمري
في وداع المخلصين
عبر السنين
منذ سبعين وأنا أخاف الفراق
وأحلم أني سأفارق
منذ سبعين تنهشني الظنون
ويمسكني البلاء من ذراعي
مذ سبعين والقلب ينزف
دون داعِ
إليك عني
فقد طويت شراعي
وأرسيت بارجتي
على صخرة المستحيل
أبحث عن ملاذ
تتساقط في أرجائه
آخر خصلات شيبي
ويغزوني بأرضه
بعض ما بقي من بعضي
فيا لسوء حظي
وأنا أراك ترحلين.