بعض المخلصين وبعض الباحثين عن الحقيقة، وآخرين من المشاكسين وبعض المغرضين
والمتاجرين، يسألوني دائما: ما رأيك بموقف الحزب الفلاني أو الكتلة الفلانية أو
السياسي الفلاني؟ أو يطرحون سؤالا شموليا لا حدود له: ما رأيك بما يحدث، وما نتيجة
ما يدور؟
إن ما يجري في العراق اليوم يذبحني في كل ساعة، وأنا أرى هذا الإرث العظيم لبلد
الحضارة والتاريخ، ينهار أمام عيني، ولا أملك سوى السكوت، لأن هناك من يفسر القول
على هواه، ولا يرد عليه بالمنطق، بل إما بالكلام البذيء، أو بالتهديد، وحتى بالفعل.
لكل هؤلاء؛ لا أملك سوى أن أنقل أبياتا من الشعر للأديب العربي الكبير أحمد
رفيق المهدوي (1898 - 1961)، وهو أديب وشاعر ليبي، أُطلق عليه في عام 1960لقب: شاعر
الوطن لأنه كان يتغنى بالوطن. قال المهدوي ردا على ما يظهر أنهم يشبهون الذين
يسألوني، قائلا:
قالوا: تكلم قلت: لا حتى أرى
ما في القضية من طبيخ يطبخ
إني أخاف بأن أكون كزامر
للصم أو في غير نار أنفخ
قلبي يحدثني بأن ممثلا
خلف الستائر للحقائق يمسخ
أما الذي هو في الحقيقة واقع
وطـن يـباع وأمـة تتفسخ
ماذا أقول وما تراني قائلا
أنا ساكت لكن قلبي يصرخ
أبكي على شعب يسير أمره
متزعمون وجاهلون وأفرخ
إني لأعجب كيف كل الناس لم
يتفطنوا لمدجل يتشيخ
أفلا يخاف الله في أوطانه
إن فاته أن الزمان يؤرخ