لكي يكسب السياسيون الفارغون التافهون تأييد الشارع المظلوم؛ الذي عانى من عسف
وجور وقسوة وتكبر وتجبر الحكومات السابقة الأمرين، أسرعوا في تغيير اسم مدينة
بغدادية من (مدينة الثورة) إلى (مدينة الصدر) حسب رغبة سكانها؛ الذين كانوا ولا
زالوا مخلصين للشهيد الصدر الثاني.
ومنذ أن تم تغيير الاسم وإلى اليوم تعرضت هذه المدينة الطيبة البسيطة إلى
مئات التفجيرات، وأعطت آلاف الشهداء؛ وهي صابرة صامدة ساكتة، لم تتأفف، ولم تتضايق،
ولم تعترض، ولم تطالب بجزء بسيط من الحماية التي يوفرها السياسيون لأنفسهم، وكان
أهلها يمسحون دماء أحبتهم التي يخلفها التفجير من على وجوه شوارع مدينتهم الفقيرة
المتعبة بأيديهم، لا أحد يساعدهم، ولذا أعتقد مع احترامي الكبير للشهيد الخالد
الصدر الثاني ولذكراه العطرة أن من الواجب والملح تغيير اسم المدينة على يد أهلها
أنفسهم إلى (مدينة الصبر) لتكون الأنموذج الأوفى لصبر العراقيين على ظلم داعش،
وظلم السياسيين، وظلم الطائفية المقيتة التي بعد أن تسببت بحرق الآلاف من أهل هذه
المدينة العراقية، سوف تتقد لتحرق من أوقدها ومن دعا إليها!