إن الإيمان وحده لا ينفع كثيرا، فمع الإيمان يحتاج الإنسان إلى أشياء كثيرة
أخرى تترجمه على أرض الواقع قد يكون من أهمها الرفق بالآخرين، ليس بالمسلمين
الآخرين وحدهم بل بجميع البشر
وقد قال نبينا(صلى الله عليه وآله: "عليك بالرفق، إن الرفق لا يكون في
شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه".
ومع الرفق يحتاج الإنسان إلى التيسير، التيسير في كل شيء في الحياة، وهو ما
أمرنا به نبينا (صلى الله عليه وآله): "ادعوا الناس، وبشروا، ولا تنفروا،
ويسروا، ولا تعسروا".
ومعهما يحتاج الإنسان إلى الصدق، صدق القول، وصدق المعاملة، لأن الصدق
يرتبط بمنظومة أخلاقية شاملة لخصها رسول الله(صلى الله عليه وآله) بقوله: "عليكم
بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق
ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور
وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله
كذابا".
ومعها جميعها يحتاج إلى معاونة الآخر بالخير والحسنى والإمساك عن الشر
والأذى، كما في قوله(صلى الله عليه وآله): "على كل مسلم صدقة،فإن لم يجد
فيعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع، فيعين ذي الحاجة الملهوف، فإن لم
يفعل، فيأمر بالخير، فإن لم يفعل، فيمسك عن الشر، فإنه له صدقة".
ومعها أيضا كف الأذى عن الغير والكف عن العدوان لأن عدالة الله تنتقم منه
في الآخرة مهما كان نوع إيمانه ونوع العبادات التي يؤديها، جاء عن رسول الله(صلى
الله عليه وآله) قوله: "أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم
القيامة بصلاة وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا
وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسانته قبل أن يقضى ما عليه
أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".
ومن بين مفردات هذه المنظومة يجد الإنسان أن عليه أن لا يظلم إنسانا آخر،
ولذا جاء في الحديث: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة".
فالإيمان إذا ما كان سينفع الإنسان، فإنه يجب أن ينتفع بانعكاسه على سلوك
المؤمن في المجتمع، لأنه دعوة حقيقية إلى الاجتماع.