خاطب نبينا(صلى الله عليه وآله) المسلم بقوله: "عليك بالرفق، إن الرفق
لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه".
ومع الرفق يحتاج الإنسان حتما إلى التيسير، التيسير في كل شيء في الحياة،
وهو ما أمرنا به نبينا (صلى الله عليه وآله) بقوله: "ادعوا الناس، وبشروا،
ولا تنفروا، ويسروا، ولا تعسروا"
ومعهما يحتاج إلى الصدق، صدق القول، وصدق المعاملة، وصدق النوايا، لأن
الصدق يرتبط بمنظومة أخلاقية شاملة لخصها رسول الله(صلى الله عليه وآله) بقوله:
"عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البِر وإن البِر يهدي إلى الجنة، وما يزال
الرجل يصدق، ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي
إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى
يكتب عند الله كذابا"
ومعها جميعها يحتاج إلى معاملة الآخر بالخير والحسنى، والإمساك عن الشر
والأذى، كما في قوله(صلى الله عليه وآله): "على كل مسلم صدقة، فإن لم يجد
فيعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع، فيعين ذي الحاجة الملهوف، فإن لم
يفعل، فيأمر بالخير، فإن لم يفعل، فيمسك عن الشر، فإنه له صدقة".
ومعها أيضا يحتاج لكي يصبح إنسانا حقيقيا إلى كف الأذى عن الغير، والكف عن
العدوان على الغير، لأن عدالة الله تنتقم منه في الآخرة مهما كان نوع إيمانه، ونوع
العبادات التي يؤديها، جاء عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قوله: "أتدرون
من المفلس؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة ، ويأتي قد شتم
هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من
حسناته فإن فنيت حسانته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في
النار"
ومن بين مفردات هذه المنظومة يجد الإنسان أن عليه أن لا يظلم إنسانا آخر،
وأن يتحرى العدل في تعامله مع الكائنات، وقد جاء في الحديث الشريف: "اتقوا
الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"
وعليه أجد أن الإيمان إذا ما كان سينفع الإنسان في دنياه وآخرته، فإن
الإنسان يجب أولا أن ينتفع بانعكاسه على سلوكه وسيرته في المجتمع.