(إضاءة من
كتابي الذي أعمل عليه الآن)
من بين مئات الروايات وآلاف الشروحات وعشرات آلاف الفتاوى والأقوال، اخترت
الأحاديث أدناه أنموذجا لتوضيح التعارض الذي شغلنا أنفسنا فيه:
عن حذيفة بن اليمان: "كنت مع النبي(ص) فانتهى إلى سباطة قوم فبال
قائما"!
عن أم المؤمنين عائشة: "من حدثكم أن رسول الله (ص) بال قائما فلا
تصدقوه. ما كان يبول إلا جالسا"!
عن ابن عمر: "ما بلت قائما منذ أسلمت"!
إن ما قيل وما كتب عن هذا الموضوع بالذات (موضوع التبول وقوفا)؛ الذي لم
يتفق المسلمون إلى الآن على رأي واحد بصدده، يكفي لأن يتحول ـ لو جمع كله ـ إلى
موسوعة من مئات المجلدات، وهذا ينبئك بمقدار الجهد الذي بذلوه، والذي لو تحول إلى
منهج تعليم للأميين في العالم الإسلامي أو منهج تثقيف صحي لمن لا يعرفون أبسط التعليمات
الصحية لكان قد أسهم في تعليم ملايين المسلمين، أو أنقذ حياة ملايين المسلمين،
بينما هو إلى الآن يسهم في قتل ملايين المسلمين للأسف ويزيد الفرقة بينهم!