تعويذة كعب الأرنب
نشاهد في الأفلام الغربية تعلق ومحبة الغربيين صغارا وكبارا لكعب الأرنب،
يتخذونه تعويذة طاردة للشر، والظاهر أنهم
اخذوا ذلك من عصر تحمرنا ونهيقنا وأعرابيتنا،
فقد كان من طبع العربي إذا أراد دخول قرية ليلا، فخاف وباءها أو جنها، أن يقف على بابها قبل أن
يدخلها، فنهق نهيق الحمار؛ وهو ما يسمونه التعشير، ثم يعلق على ملابسه التي
يرتديها كعب أرنب تعويذة.
لا تكوي الصحيح بأجرب
جاء في كتاب سيرة سيد المرسلين للسبحاني أن العرب كانوا إذا أصاب إبلهم مرض أو قرح في مشافرها وأطرافها
عمدوا إلى بعير صحيح من تلك الإبل فكووا مشفره وعضده وفخذه ظنا منهم أن ذلك يذهب
القرح والمرض عن الإبل المريضة والمصابة.
والظاهر أن بعض مثقفينا وإعلاميينا وسياسيينا لا زالوا على هذه العقيدة فهم
بعد أن انتشر الوباء في كل محاولاتهم ومؤامراتهم عمدوا إلى الانتصار الذي تحقق في
الفلوجة ليستصغروه ويستهونوه ويقللون من شأنه، ظنا منهم أن ذلك يقلل من شأن قواتنا
وحشدنا.
إنهم صورة حديثة من الأعراب الذين ذمهم القرآن، تبا لهم!
الرتم أوهن الخيوط
يبدو من القصص والروايات التي وصلتنا أن الشرف عند الأعراب لم يكن من
الأولويات التي تستوجب الحرص، يكفي أنهم ربطوه بخيط واه، كان أحدهم إذا سافر، عمد
إلى خيط فعقده في غصن شجرة أو ساقها، فإذا عاد نظر إلى ذلك الخيط، فإن وجده بحاله
علم أن زوجته لم تخنه، وإن لم يجده، أو وجده محلولا، قال: قد خانتني واكتفى.
والظاهر أنهم كانوا يكتفون بذلك القول ويبقوهن في عصمتهم، ولهذا السبب خرج
بيننا من أحفادهم الخوارج والدواعش والقاعدة وغيرهم
ومن مهازل الأعراب إنهم كانوا إذا خافوا على الرجل الجنون وتعرض الأرواح
الخبيثة له، نجسوه بتعليق الأقذار عليه، كخرقة الحيض وعظام الموتى.
والظاهر أن علاقة بعض العرب بالقذر لم تنقطع في يوم ما، ولذا ولدت من بين
ضئضئيهم كل الحركات المتطرفة على مر التاريخ ابتداء بالخوارج ووصولا إلى داعش، ولا
نعرف ماذا سينتجون غدا!