عصر هذا اليوم المبارك الجمعة 21/10/ 2016، انطلقت زغاريد أجراس كنائس مار
متى في حي العذراء ومار احودامه، والقديسة شموني المقابية، ومار كوركيس، والسيدة
العذراء والدة الإله، والعذراء الجديدة، في منطقة برطلة، معلنة هزيمة داعش المجرمة،
وتحرير المنطقة من قبضة الإرهاب، وعودة المدينة وكنائسها إلى حضن الوطن العزيز،
تخفق فوقها راية العراق الواحد.
جدير ذكره أن برطلة التي تكتب باللغة السريانية بهذه الصورة:(ܒܪܛܠܐ) هي بلدة آشورية كبيرة، يعود تاريخها إلى عهد الإسكندر
المقدوني. تقع شرق مدينة الموصل، يبلغ عدد سكانها أكثر من 60 ألف نسمة، وأهلها غالبيتهم
من المسيحيين السريان الأرثوذكس والكاثوليك. وقد أنجبت هذه المدينة التاريخية
مجموعة كبيرة من البطاركة والمفارنة والمطارنة، والرهبان والعلماء والأدباء والشعراء،
والخطاطين، والباحثين، والكتاب.
ذكرها ياقوت الحموي، بقوله: "برطلي بفتح الباء وضم الطاء وتشديد اللام
وفتحها بالعصر والإمالة، قرية كالمدينة في شرقي دجلة الموصل من أعمال نينوى. كثيرة
الخيرات والأسواق والبيع والشراء، يبلغ دخلها كل سنة عشرين ألف دينار حمراء. والغالب
على أهلها النصرانية، وبها جامع للمسلمين وأقوام من أهل العبادة والتزهد، ولهم
بقول وخس جيد يضرب به المثل وشربهم من الآبار." كما ورد اسم برطلة في إحصاء عام
1957، وكان عدد سكنها يومها 3116 نسمة، وهو عدد مقارب لسكان مدينة الكوت أو مدينة العمارة
في تلك الحقبة.
نحن الذين فرحنا بتحرير برطلة مثلما فرحنا بتحرير كل شبر من أرض العراق
العزيز، نقول لأهلنا وأحبتنا المسيحيين في برطلة: مرحبا بملح أرضنا، أهلنا وإخوتنا
المسيحيين الأعزاء، العراقيين المخلصين الأصلاء، وهم يتهيئون للعودة إلى منازلهم
وكنائسهم المحررة في حضن العراق الواحد، لتعود أرضنا تزهو بفسيفسائها الرائعة،
وقلوب أهلها المتحابة، وعلى الأرض السلام.