16‏/12‏/2016

إلى الباحثين والكتاب العرب؛ وأنا منهم




أشاطركم الوجع، وأطيِّب خاطركم، فالدنيا حظوظ، وإن كانت كتبكم التي ألفتوها قد أورثتكم هما على هم لمجرد أنكم تعيشون بين صفوف أمة أدمنت الجهل، لا تقرأ، ولا تنظر إلى ما يُكتب، فإن المعلمة البريطانية (جوان رولينج موراي)، أنتجت بعد سنوات المعاناة والفشل المتكرر سلسلة (هاري بوتر) الخيالية التي لم تقدم للبشرية ما يزيل بعضا من معاناتها، ومع ذلك أصبحت كتبها أكثر سلسلة كتب مبيعا في التاريخ البشري. وأصبحت هي في عام 2004 أول كاتب تصل ثروته إلى مليار دولار.
ونحن الجادين، الذين نحمل على كواهلنا هم الكون، ونشاطر الإنسانية أوجاعها، لا زلنا نقترض بعضا، ونقتطع من لقمة عوائلنا بعضا، لنجمع ثمن طباعة ونشر كتاب، يسعى إلى تقويم سلوك الإنسان!

إنها معادلة الخدعة الكبرى، ولكن يكفينا أننا لا زلنا لم نقتل بعد، ولا زلنا نتنفس، ولم تصادر رؤانا، ونتحدث عن الواقع بشجاعة وتحدٍ رغم فقرنا، وهم يتحدثون عن الخيال رغم غناهم! ولابد من يوم: إما أن نندم فيه على كل حرف جمعناه بحرف لنكتب جملة ونصيحة، أو نجد من أفاد مما كتبنا، وذلك أعظم المكاسب، وهو الغنى الحقيقي، فليس بالمال وحده يغنى الإنسان!