عام 1915 نُقل نوري السعيد من بومباي التي كان منفيا إليها إلى القاهرة، فتعرف
فيها على مجموعة من العرب والبريطانيين، كانوا يخططون للثورة العربية ضد
العثمانيين بزعامة (السعودية) ممثلة بشريف مكة الشريف حسين، و(بريطانيا) ممثلة بلورنس
العرب، عرّاب الثورة، فانضم الباشا إليها، ليثور على العثمانيين دون أن يتخلى عن
لقب (الباشا) الذي هو من مخلفات ثقافتهم، ومن حينها سطع نجمه، وحينما عاد إلى
العراق، تسنم المناصب الرفيعة، ومنها رئاسة الوزراء مرات عديدة.
وحينما استعرت نار الربيع العربي الأجرب، كان (الثوار) المغرر بهم من السذج
والبسطاء يبحثون عن عراب يدعمهم فوجدوا ضالتهم في برنارد هنري ليفي؛ الذي كان يتنقل من مستنقع ربيع إلى
مستنقع ربيع آخر، وكلهم يحلمون انه سيحقق لهم أمانيهم!
والظاهر أن كل السياسيين المصلحيين، عبر التاريخ، ولاسيما منهم السياسيين
العراقيين المعاصرين، لابد وأن يبحثوا عن عراب لهم، ليساعدهم على تسنم المناصب
العالية، فإذا تسنموها، لا يتخلون عنها إلى أن تقتلعهم الجماهير وتسحلهم في
الشوارع!.