غزونا صيفا، وغزونا شتاءً، حتى أننا اخترنا أسماء نطلقها على كل منها،
فغزوة الماء: البحر، وغزوة الصيف الصائفة. والصائفة لغة: أَوانُ الصَّيْفِ. قالوا:
يوم صافٍ بمعنى صائف، كما قالوا: يوم راحٍ، ويوم طانٍ، ومطرٌ صائفٌ، وصفنا أي:
أصابنا مطر الصيف، وهو فعلنا على ما لم يسم فاعله مثل خرَّفنا وربَّعنا.
والصائفة: الغزوةُ في الصيفِ. وبها سميت غزوة الروم، لأن العرب كانوا يُغْزُوْنَ
صيفًا، اتقاءَ البَرْدِ والثلج؛ الذي لا يطيقونه.
وجاء في الذكر الحكيم، قوله تعالى: {لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء
والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
ثم مع مرور الأيام وتقادم السنين، انكفأنا، وخنعنا، وضعفنا، فغُزِينا في
صيفنا وشتانا، وسلمنا ميرتنا ولحانا لعدانا، ولا ندري ماذا سنسلم غدا بعد أن
أصبحنا طرائق قددا، لا يرضى عنا أحدا، نهارنا فندا، وليلنا سرمدا، وسلاحنا صدا، لا
نحسن سوى أن يغزو بعضنا بعضا، بردا أو قيظا!.
