13‏/03‏/2017

منحي شهادة الدكتوراه الفخرية من مركز الحرف للدراسات العربية العليا في جامعة ستراتفورد الأمريكية في الهند







حتى وإن كانت الدكتوراه الفخرية مجرد شهادة تعطى للشخص تقديرا لجهوده في مجالات معينة من العلوم، بدون فصول دراسية، ولا رسالة، وبلا مناقشة،  فهي أولا وأخرا تبقى أحد الألقاب الأكاديمية التكريمية الكبيرة والمتميزة. وحتى وإن لم تكن مرتبة علمية رسمية، وذلك لأنها تمنح لأشخاص معينين كتعبير عن الشكر، أو العرفان بالجميل، أو تقييما للمنجز العلمي الذي قدموه. فإن منحها يعتبر تكريماً مميزاً للشخص الممنوح، وللمؤسسة التعليمية المانحة على حد سواء.
ومن هنا يَمنح الحصول على مثل هذه الشهادة الرفيعة المرء شعورا بالغبطة والفرح والسرور قد لا يوازيه أو يساويه حتى فرح الفوز بجائزة مالية كبيرة، لأنها تأتي عرفانا بجميل ما قدمه الشخص خلال مسيرته، وتقييما لجهده ومثابرته، بما يشعره بأن عمله لم يذهب هباءً لأن هناك من يعرف قيمته وأهميته.
واليوم 13/3/2017، فوجئت صباحا بجميلين:
الجميل الأول منحي شهادة الدكتوراه الفخرية من مركز الحرف للدراسات العربية العليا في جامعة ستراتفورد الأمريكية في الهند.
الجميل الثاني: تلك المقدمة الرائعة، والديباجة الساحرة التي قدمت بها الشهادة، والتي جاء فيها: " أحيانا ترفعنا الدرجات العلمية لمستويات أعلى حين نحصل عليها.. وفي أخرى ترتفع الشهادات العلمية بمن يحملها فيرفع قدرها. وهذا بالفعل ما يحصل حين يتم منحها لأستاذ جهبذ عالم أريب أديب. فأطلقنا على فيلسوفنا، فيلسوف العراق، أستاذنا الكبير الذي تعلمنا منه الكثير لقب (الدكاترة) لأنه أكبر من لقب دكتور، ولأنه أستاذ بأكثر من اختصاص، هو رجل يمتلك من العلوم ما لا يحصى.
كل أسرتك في بيتكم الثقافي الذي انتم عمود أساس من أعمدته ، تقف إجلالا واحتراما لجليل مقامكم العالي".
فعقدت الدهشة لساني، فلم أجد الكلمات المناسبة للتعبير بها عن فرحتي الكبيرة؛ ليس بالشهادة الكبيرة التي منحها لي مركز الحرف فحسب، بل وبجهدهم الكبير ومتابعتهم الرائعة في زمن صودرت فيه الحقوق والحريات، وعدت المعرفة سلعة تكميلية بائرة لا سوق لها.
إن مثل هذه الأعمال المدروسة والمخطط لها بعلمية وعناية فائقة، ومسؤولية علمية، والبعيدة عن أسلوب الترقيع الذي يمارسه البعض سياسيا وثقافيا، تأتي لا لتؤكد على رصانة المؤسسة المانحة فحسب، بل وعلى روح الإصرار والتحدي الذي تحمله؛ وهي تُعرِّضُ نفسها إلى الكثير من المخاطر، وتتحمل الكثير من المسؤوليات.
وأنا أستلم هذه الشهادة، أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان بالجميل إلى:
الدكتور نوري خزعل صبري
البيت الثقافي العربي في الهند
مركز الحرف للدراسات العربية العليا
جامعة ستراتفورد الأمريكية
وإلى عائلتي زوجتي، وأولادي وزوجاتهم، وأحفادي، وأصدقائي، ومعارفي.