يبدو من خلال الأشرطة التي تبثها داعش أنهم متمكنون من اللغة ومباني
العقيدة ويجيدوا التكلم، وقد انخدع بهم الكثير من الناس دون أن يعرفوا أن ذلك كله
مجرد سلاح، استخدموه لتحقيق المكاسب الدنيوية الرخيصة؛ بعد أن شجعهم عليه بعض
السلاطين منذ القرن الإسلامي الهجري الأول، وقد جاء في البيان والتبيين للجاحظ أن بشر
الرَّجَّال، قال: قدموا رجلا من الخوارج إلى عبد الملك بن مروان لتُضرب عنقه، ودخل
على عبد الملك ابن له صغير قد ضربه المعلم؛ وهو يبكي، فهم عبد الملك بالمعلم.
فقال له الخارجي: دعوه يبكي فإنه أفتح لجرمه، واصح لبصره، واذهب لصوته.
قال عبد الملك: أما يشغلك ما أنت فيه عن هذا؟
قال: الخارجي: ما ينبغي لمسلم أن يشغله عن قول الحق شيء.
فأمر الخليفة عبد الملك بتخلية سبيله!
ومن هنا أصبح الخوارج وخلفهم الدواعش والقاعدة يهتمون بالقول حتى وإن
خالفوه في الفعل طالما أنه يحقق لهم المكاسب الدنيوية!