13‏/05‏/2017

بوادر الخلاف ومخرجاتها





مقطوعة من كتابي الجديد قيد الانجاز

إن كل ما حدث في بدايات القرن الهجري الأول، كان المصدر المغذي لكل تلك التداعيات الجبارة التي صُبت على رأس الأمة عبر تاريخها الطويل، إذ لا خلاف أن الاختلاف في "الإمامة" في الأيام الأولى من العقد الثاني من بداية التاريخ الهجري، حيث لا زال الإسلام طريا، أحدث شرخا كبيرا في المجتمع، دفعه إلى التكتل، ومن ثم تكوين مجموعات فاعلة جدا، إحداها كانت المجموعة السياسية ذات التطلعات والأهداف الكبيرة، التي أدركت بحدسها أنها أضعف من أن تصمد أمام مجموعة الخط العقدي، نظرا لما يتمتع به هذا الخط من قداسة تفتقد هي إليها، فأعمل فكرة، وكثف جهوده لوضع منهجية بإمكانها أن تخلق له جيشا من المقدسين، بإمكانه أن يصبح معادلا موضوعيا يرجح كفته، وربما يعينه في تحقيق النصر، وعند هذه المرحلة بالذات، ولدت نظرية صناعة الأرباب، بسيطة، فطرية، وكأنها وليدة العصبية القبلية، لكنها لم تلبث إلا سنين قليلة لتتحول إلى قوة مهولة لها قدرة تحويل الأبيض إلى أسود، والأسود إلى ابيض، وخلط الأوراق حتى لا يتمكن العامة من التمييز بين الحق والباطل، وهو ما حدث فعلا، وأدى إلى كل تلك الفوضى التي ملأت صحائف تاريخنا.