13‏/05‏/2017

المسجد والقصر




مقطوعة من كتابي الجديد الذي أعمل عليه الآن
لكن قبل الحديث عن دور الرأي العام تجدر الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية؛ وهو أن الإسلام دين سماوي عقدي، يرى أن قيادته للحياة هي التي تمنح الإنسان معنى إنسانيته وسموه، ولذا اختار المسجد ليكون مركزا للإدارة، لكونه مكانا مقدسا، وبه تؤدى فروض طاعة الله، وتجتمع الأمة، وهو أوضح أماكن التعبير عن الإيمان،  لكن مع انتقال السلطة من المسجد إلى القصر، حدثت النقلة الكبرى في مضمون العقيدة نفسها، حيث أصبح المسجد تابعا للقصر، وأصبحت الأحكام والرؤى تتطبع بطباع القصر، وتتخلى عن طباع المسجد. وبالتالي بات ممكنا حدوث التغيير وفق الرؤى التي تخطط لها السياسة، وطمس رؤى الدين أو تحييدها، ومن ثم سحب الرأي العام لتأييد هذه الرؤى!.