من يدقق في موقف دولة المقاطعة مع قطر، يجده موقفا متأرجحا بين التوهم الذي
أوحى به ضعف قطر بسبب صغرها، والتوهم الذي أوحت به قوتهم المفرطة التي يعتقدون
أنها تملك قوة فرض الشروط التعجيزية، فالبيان الذي حمل شرطهم كان يبدو شديد التسلط،
ومؤشرا على ثقتهم العالية بأنفسهم، ورهانا على موقف الدول الكبرى، ولاسيما ما
انطلى عليه من تهديد ضمني باستخدام الحل العسكري، الذي رفضته بعض الدول الكبرى
المهيمنة. والمراهنة على الداخل القطري الذي بدا مؤيدا لحكومته، وفي أفضل الأحوال
محايدا غير مهتم ولا مبال. وهكذا خسرت
الرهانات كلها.
الذي أراه أن هذه المشكلة ليست أكثر من زوبعة في فنجان، سببها أن اللصوص
اختلفوا في قسمة عوائدهم، ومناطق نفوذهم، وهم حينما يشعرون أن الخلاف سوف يضعفهم فسرعان
ما سيعودون إلى سابق عهدكم، ويبدأون كل من جانبه في دعم الإرهاب والجماعات
المتطرفة، وتعود حليمة إلى عادتها القديمة، ويا دار ما دخلك شر.