18‏/07‏/2017

أمتي عليها السلام









تنازعني روحي بين أن أؤمن بأن أمتي خير الأمم، لأنهم أهل الإباء والشمم، وبين أن أخجل من الانتماء لها، والارتماء في حضنها المضرج بالدماء والسبايا من النساء. وأعود وأسأل نفسي، ولا ينفع نفسي غير ضرسي: أهي خير الأمم، أم ذاك أكبر الوهم؟
مما لا ريب فيه أن الأمة العربية أمة حية متفاعلة متفائلة ... متشائمة متهاومة؛ تحسب للهنة حسابها، وللهنيهة عقابها، فما حدا مما بدا، لتتحول بين ليلة وضحاها من ذرى المجد والعلياء في كنف الثريا ومواطن الإباء إلى أن يقودها أشقاها، فتثور عليه جماهير غوغائيها، كغنم مستنفره، فرت من مرعاها، لينبعث أشقاها، وهو عن الزندين مشمر، ليقتل وينحر، فيستخرج أكبادهم وقلوبهم طرية ندية حمراء قرمزية؛ يلوكها باسم الواحد الأكبر، ويداه من دم المنحر تقطر، وقد بدا هكذا في الصور، غير خائف من تلك التي تنتظر لواحة للبشر.
إن أمتي وهي ترتدي هذه الثياب، وتغرف من بحر يباب، بعد أن أدمن بعض أولادها العهر، واستنطقوا السباب، وكفروا بالرحيم الوهاب، صارت تستعدي الأيام على نفسها، وأبخس من أبخسها، ولم تعد تملك مجرد خيط طيلسان، ولا بنت لسان، ولا قلبا أو جنان.
فهل ليوم السعد من عود؛ بعد أن ولى وأدبر، وعافنا نتعثر ونتبعثر ونتشمر؟!
أم هي النهاية، ومنتهى النكاية، وفرقة الغواية؛ بلا علم ولا دراية.
أعود وأقول: لتكذب النقول، وليخسأ المنقول، فأمة نعيش مثل أمتي في وسط الوحول، لن تعود ولن تجود حتى لو كان الجود من الموجود!